رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الوعي الشعبي يحبط المتآمرين

في منتصف عام 2004 كنت ومجموعة من الأصدقاء نمارس لعبة الكرة الطائرة في الساحات المفتوحة المجاورة لمسجد الملك فهد بالخبر وكان يشاركنا المئات من مختلف الجاليات في ألعاب متنوعة بحكم الموقع الجميل للساحات.
حين عدت للمنزل قرابة الساعة الثامنة مساء كانت قناة الجزيرة تذيع خبرا حول تجمع مئات المتظاهرين في ساحات مسجد الملك فهد بالخبر المحتجين على سياسة الدولة، وقد تم تفريق المظاهرة بواسطة قوات الأمن والقبض على آخرين كما زعمت.
وقد أصابتني الدهشة من هذا الكذب الصريح ونحن من قضينا الساعات بجوار المسجد ومعنا المئات دون أن يكون أي أثر لتجمع غريب أو مشكوك فيه بل لم يكن هناك أي دورية أمنية بالقرب من الموقع.
حاولت أن أتصل بالقناة وقتها لكن لم يكن هناك أي مجال للرد وكان هذا حالي وحال الغالبية في ذلك الوقت الذين يستمعون لأكاذيب "الجزيرة" ولكن ليس لديهم فرصة لمواجهتها بالحقائق وتعرية دورها المشبوه والتحريضي فمعظم الاتصالات كانت منتقاة والضيوف يتم اختيارهم بما يخدم الأجندة المعدة مسبقا.
هذا الخبر المكذوب الذي شهدته بنفسي يمثل نموذجا لآلاف التقارير المغلوطة والأخبار الملفقة التي كانت تروجها "الجزيرة" مستهدفة أمن المملكة وقياداتها مستغلة بذلك الفراغ الإعلامي في الساحة العربية لتملأه بما يناسب أهواء النظام السياسي القطري الجديد آنذاك.
لم تهدأ القناة المسعورة التي انطلقت عام 1996 ورفعت شعار "الرأي والرأي الآخر" إلا حين توقيع اتفاق المصالحة الأول بين المملكة وقطر بقيادة الأمير سلطان -رحمه الله- عام 2009 تفرغت "الجزيرة" وقتها لمشاكسة دول أخرى والجميع يعرف دورها في تحريض الشعوب على ما يسمى "بالربيع العربي" التي كشفت الحقائق لاحقا عن داعميه ومموليه والمخططين الرئيسين ولم تكن قناة الجزيرة سوى رأس الحربة الذي مهد للثورات بسنوات من البث التحريضي باسم الحرية وحقوق الشعوب والديمقراطيات وغيرها من المفاهيم التي تحمل صور الحق الذي أريد به الباطل.
قبل مؤتمر القمة الذي عقد في المملكة بحضور الرئيس ترمب والملك سلمان "حفظه الله" في الرياض أطلق موقع قناة الجزيرة وبعض مذيعيها عشرات التغريدات التي تهاجم المملكة ولأن الزمن ليس زمن "الجزيرة" السابق، وجدت القناة ومذيعوها أنها محاصرة بملايين الردود من أبناء المملكة على مواقع التواصل ترد بقوة وتدافع بحماس وحب ووطنية صادقة بل بمقاطع تبين تناقض القناة وكذبها الصريح، وتحولت الردود إلى حملة شعبية عفوية لفضح تاريخ القناة المليء بالتآمر والغدر وقلب الحقائق ضد بلدنا وبلدان عربية أخرى.
كان وعي أبناء هذا الوطن صخرة صلبة ومفاجئا لكل المتابعين الذين ظنوا أن القناة تستطيع أن تصمد وتواصل منهجها القديم في الإساءة لهذا الوطن العملاق، لكن الذي حدث هو العكس تماما كان المشهد للمحرضين مربكا فمنهم من حذف تغريداته، ومنهم من اعتذر مكرها، ومنهم من قال: حسابي مخترق وهكذا هرب الجميع أمام سور الوعي العظيم. وانهار مشروع قناة التحريض الذي ابتلع معه النظام السياسي الصغير في قطر التي لم تكن أكثر من قناة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي