سموم إعلام الظل
لا أتصور أن عاقلا يظن أن مقاطعة المملكة والبحرين والإمارات لدولة قطر كان قرارا سهلا. إذ إن قطر كانت ولا تزال جزءا من جغرافية الخليج العربي، ومن النسيج الاجتماعي، ولا يوجد فرق بين شعوب دول المنطقة في العادات والتقاليد، ناهيك عن علاقات القرابة والنسب. وهذا ما أكده توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر القطرية السعودية واستثنائها من القرارات التي ترتبت على الخلافات مع حكومة قطر.
يصدق على حالنا مع الجار الذي جار المثل الشعبي: ضربني وبكى... وسبقني واشتكى. هم يجأرون بالشكوى من ردة فعل الإعلام الخليجي ضد ممارساتهم الإعلامية وتجاوزاتهم السياسية الممتدة لسنوات طوال. وتلك قسمة ضيزى.
لقد أسهمت "قناة الجزيرة" ــ وبقية إعلام الظل المستأجر ــ في تكريس الفوضى ونشر الخلافات داخل الأوطان. وكان إلحاحها على تأجيج الفتنة بحجة الرأي والرأي الآخر يتجاوز حدود الحرية إلى التخريب والإفساد، وبلغ الأمر بالقناة إبان فوضى ما يسمى الربيع العربي إلى بث الأغاني التحريضية التي تعود إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
لم تتبدل سموم القناة تجاه أحداث شهدتها الكويت والبحرين والإمارات والمملكة وليبيا وتونس واليمن والمغرب...إلخ. ولهذا لم يكن غريبا أن نرى أحمد منصور وفيصل القاسم وجمال ريان وسواهم ينقلون بذاءاتهم ضد الخليج والخليجيين من القناة إلى تويتر.
لا يمكن معالجة مطالب دول الخليج العادلة بتكرار الالتفاف عليها، فهي لا تستهدف سيادة قطر ولا كرامتها كما يزعم مزورو الحقائق، بل إن الهدف حمايتها وحماية دول المنطقة من قنبلة بدأ العالم كله يضع المتسبب فيها تحت المجهر. خاصة مع تصاعد جهود مواجهة الإرهاب وداعميه.