قطر.. ربع قرن من الصبر
سعت دول الخليج منذ سنوات إلى احتواء قطر وامتصاص حماقاتها السياسية، وظلت دوما وفي كل حين تمارس الحلم تجاه مراهقة السياسيين القطريين، حتى ضاقت بها ذرعا وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر واليمن وليبيا وجزر المالديف وجمهورية موريشيوس قطع علاقات الدبلوماسية والقنصلية مع الدوحة، وإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية.
تحالفت قطر منذ أكثر من ربع قرن مع الإرهاب والإرهابيين ومع كل أعداء الأمة سواء الدول كإيران أو المنظمات الإرهابية كـ "حزب الله" و"جبهة النصرة" وجماعة "الإخوان" المحظورة، ضد شقيقاتها في المنطقة؛ وعلى رأسها السعودية، وأصبحت ملاذا وملجأ لكل المرتزقة الذين لا يريدون لدول المنطقة الخير.
لم يكتف السياسيون القطريون بتلك الاستقطابات المشبوهة، التي تخالف منهج الأخوة والقرابة التي تجمعها بدول الخليج، بل زادت ومارست التحريض عبر أبواقها الإعلامية ومرتزقتها في قناة الجزيرة وبقية الصحف الأخرى التي تدعمها، ضد دول الخليج، والتدخل في شؤونها الداخلية، ودعم الجماعات التي تهدد أمنها القومي وتزعزع استقرارها وتمزق وحدة أراضيها؛ كإرهابيي القطيف والبحرين، والحوثيين في اليمن، وأخيرا وليس آخرا دعمها للحشد الشعبي العراقي الإرهابي بأكثر من 500 مليون دولار.
تصريح أمير قطر تميم بن حمد الأخير، الذي قالت قطر إنه مفبرك، تمارسه دولة قطر عملا واضحا في العلن، فهي لا ترى "حزب الله" منظمة إرهابية ولا ترى في إيران التي تقتل المسلمين في كل مكان دولة عدوة، وقد أعلنها أمير قطر في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان، فالقضية هنا ليست تصريحا، بل أفعالا تمارسها الحكومة القطرية جهارا نهارا دون خجل.
المخاوف من ممارسات حكومة قطر المشبوهة ليست خليجية أو عربية فقط، بل كل دول العالم تبدي قلقا متناميا من دعم قطر للمنظمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة والعالم أجمع، فالرئيس الأمريكي دونالد ترمب أكد في تغريدة له أمس عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن مقاطعة سبع دول لقطر بداية لنهاية فظائع الإرهاب.
يمكن لقطر أن تعود إلى الحضن الخليجي والعربي متى ما توقفت عن تمويل كل من يريد بالمنطقة الشر، وأن تلتزم بتعهداتها السابقة التي نقضتها أكثر من مرة، بوقف التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والكف عن دعم الإرهاب والإرهابيين والدول المارقة والمصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، ومنها إيران وأدواتها في المنطقة.