الاعتدال لمكافحة التطرف
المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) يستشرف مرحلة جديدة من أجل مواجهة التطرف، أيا كانت الجهة التي تتبناه.
الحقيقة أن الإرهاب لم يعد مجرد سلوك ظاهر يمكن التعرف عليه، من النظرة الأولى. ولقد تطورت أدوات وآليات الإرهاب، وأصبح مظهر الإرهابي في حالات عديدة، بعيدا عن الصورة النمطية المعتادة عن هؤلاء الغلاة.
كما أن الجريمة الإرهابية، بدأت تأخذ أشكالا لم تكن معتادة في السابق، سواء من ناحية البشاعة أو حتى الوسائل المستخدمة لتنفيذها. ولم يعد من الممكن التعويل على الحس الإنساني ــــ ناهيك عن الحس الديني ــــ للنأي عن الممارسات الدنيئة مثل استهداف الأطفال والأحداث والنساء.
لعل سلسلة الحوادث الإرهابية التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة، تكشف أن الإرهاب لم يعد يستنكف عن أي ممارسة. سواء التصفية الجسدية التي تتم بدم بارد كما حصل في حادثة المنيا في مصر. أو التفجير الذي لا يرعوي عن ممارسة هذا السلوك وسط احتفال لمجموعة من الأحداث، كما حصل في لندن. أو أسلوب الدهس العشوائي الذي تكرر في أكثر من بلد أوروبي.
يتواكب ذلك مع محتوى يملأ مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدم رسائل إرهابية تجد صداها وفرائسها لدى نفوس تعاني الهشاشة والضعف.
لا تزال قصة رغبة إنسان في إزهاق روحه من خلال تفجير نفسه بهدف إيذاء آخرين من الأمور العصية على التفسير. إذ إن الدين لا يقر هذا الفعل، والفطرة البشرية المحبة للحياة تتناقض مع مثل هذا السلوك غير السوي. يتبقى المرض النفسي شديد الشذوذ هو الذي يفسر هذا الأمر.
الأدوات التي سيستخدمها المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) من أجل رصد الأفكار المتطرفة والسعي لتطويقها، لا يمكن أن تحقق النجاح، ما لم تتوافق كل الأطياف في المجتمعات على خوض هذه المعركة دون هوادة.