رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الشباب السعودي .. يكتب روشتة علاج الإرهاب العالمي

نستطيع أن نقول بالفم الملآن، إن المملكة استطاعت ــ من خلال رعايتها القمم الثلاث ــ أن تقفل ملف إيصام الإسلام بالإرهاب، وهو الملف الذي بدأ مع أحداث 9 نوفمبر ووضع ديننا الحنيف ودوله الإسلامية طوال ما ينوف على 16 سنة في مواجهة شرسة مع الغرب.
ومنذ ذلك التاريخ والعالم الإسلامي يتعرض لسلسلة من الحروب والمؤامرات وسياسات الكراهية التي تستهدف إجهاضه وتدميره في كل مكان من العالم. لكن المملكة العربية السعودية بذكاء ملكي رائع استطاعت ــ في الأسبوع الماضي ــ أن تنظم لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية ثلاث قمم دولية أثبتت بأسلوب علمي وشفاف أن اتهام الإسلام بالإرهاب هو تهمة باطلة ولا أساس لها من الصحة، وأن الإسلام بريء من هذه التهم الملفقة، وأكدت القمم الثلاث بالأدلة القطعية أن الإسلام هو دين التسامح ودين السلام والخير، وأن كل من يمارس الإرهاب باسم الإسلام هم ليسوا مسلمين، بل متأسلمين ولا يمثلون ــ من قريب أو بعيد ــ الإسلام الوسطي المعتدل.
وترى المملكة العربية السعودية أن محاربة الإرهاب بالمواجهة المسلحة لا تكفي، بل تجب محاربة الإرهاب بالفكر أولا حتى يتم اقتلاعه من جذوره، ولذلك أعلنت المملكة وجميع دول العالم الإسلامي ــ بأسلوب سعودي شفاف وذكي ــ عن افتتاح مشروع المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، ومرة أخرى تؤكد المملكة بذكاء المحق بأن محاربة الإرهاب لا يجب أن تكون في ساحة الوغى فحسب، بل يجب أن تكون الحرب ضد الإرهاب في ميادين الفكر أولا حتى يتحقق الاجتثاث الكامل.
ومن خلال هذا المركز العالمي تضع السعودية كل دول العالم في صف واحد أمام التطرف والإرهاب وتعمل على مكافحته بأحدث أساليب تكنولوجيا المعلومات، وفي هذا الصدد يقول الدكتور ناصر البقمي الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في احتفالية افتتاح المركز وأمام خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجميع ملوك ورؤساء وأمراء العالمين الإسلامي والعربي، يقول "يأتي تأسيس هذا المركز العالمي استكمالا للجهد الكبير الذي بذلته الدول الإسلامية طيلة العقود الماضية في حربها على الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك استشعارا منها لما تمثله محاربة هذا الفكر الدخيل من أولوية قصوى للمسلمين والعالم بأسره".
وأوضح الدكتور البقمي أن المركز يقوم على ركائز أساسية ثلاث، هي مكافحة التطرّف باستخدام أحدث الطرق والوسائل فكريا وإعلاميا ورقميا، ومن أجل ذلك ابتكر المركز تقنيات جديدة تمكنه من رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية، كما أن جميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها يتم بشكل سريع في مدة لا تتجاوز ست ثوان فقط من لحظة توافر البيانات أو التعليقات على الإنترنت، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي، وتفنيد خطاب الإقصاء، وترسيخ مفاهيم الاعتدال وتقبل الآخر، فضلا عن ذلك صناعة محتوى إعلامي يتصدى لمحتوى الفكر المتطرف بهدف مواجهته، وكشف ضلالاته، وأضاف أمين عام المركز قائلا "إن المركز يضم عددا من الخبراء الدوليين المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على جميع وسائل الإعلام التقليدية والفضاء الإلكتروني، كما يعمل المركز بمختلف اللغات واللهجات الأكثر استخداما لدى المتطرفين، كذلك جرى تطوير نماذج تحليلية متقدمة لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، وتسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد". ويواصل الدكتور البقمي شرحه للفوائد العظيمة التي سيجنيها العالم من المركز العالمي فيقول "يكتسب المركز أهمية سياسية بالغة الأهمية، إذ تجتمع دول العالم صفا واحدا وبشكل جاد لمواجهة خطر التطرف والإرهاب، لما يشكله من تهديد للمجتمعات الإنسانية وتعريضها للخطر، وبالتالي فإنه من واجبنا أن نحارب معا في سبيل أن ننتصر ونحمي البشرية من خطر هذه الطغمة الباغية"، وأكد الدكتور البقمي في معرض كلمته الضافية التي ألقاها في حفل افتتاح المركز أن المركز يتمتع باستقلالية كاملة ويطبق أفضل الممارسات الدولية في إدارة المنظمات العالمية الكبرى، بما يتيح الحيادية والمرونة والكفاءة والشفافية لتأدية مهامه ووظائفه.
وأوضح أن المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف يستهدف التطرف، لأن التطرف هو الجذر الأساس لكل سلوك إجرامي يسعى إلى تفكيك روابط الإنسانية وتدمير الحضارة البشرية، ونشر الفوضى والدمار في المكان الذي كلفنا الله بعمارته وبنائه. لذلك أوضح الدكتور ناصر البقمي أن من مقومات نجاح هذا المركز ما يتمتع به من تفوق تقني غير مسبوق في مجال مكافحة الفكر المتطرف وأنشطته، عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بوجه عام، ولذلك قام المركز بتطوير برمجيات مبتكرة وعالمية المستوى قادرة على رصد وتحليل وتصنيف أي محتوى متطرف، وبدرجة غير مسبوقة من الدقة، ما يتيح آفاقا جديدة في مجال مكافحة هذا الفكر، وأكد أن هذه التقنيات عالية المستوى تعمل بجميع اللغات واللهجات الشائع استخدامها في أطروحات هذا الفكر، كذلك يجري العمل حاليا على تطوير نظم ذكاء اصطناعية متقدمة لتحديد المواقع الجغرافية للمنظمات الإرهابية التي تحتضن بؤر وحواضن الفكر المتطرف في كل أنحاء العالم، وأفاد بأن هذه المقومات تمنح المركز قدرة عالمية واسعة للوصول إلى منابت الفكر المتطرف والتعامل معها، فضلا عن صناعة إعلام ومحتوى محترف ينشر التسامح والاعتدال، ويواجه بكفاءة أي أطروحات متطرفة. واختتم الدكتور البقمي كلمته البليغة قائلا "إن هذا المركز العالمي ثمرة شراكة واعية وريادية بين عدد كبير من الدول، آمنت بضرورة مكافحة الفكر المتطرف والقضاء عليه كليا، ليس فقط من أجل حاضرنا لكن صيانة للأجيال القادمة".
حقا هذا الذي نتحدث عنه هو مشروع عالمي رائد يستحق منا جميعا أن نفتخر به وأن نرفع له القبعة.
باختصار المملكة العربية السعودية تدخل بنجاح في تفاصيل "رؤية المملكة 2030"، وتنجح في تغيير الأجواء الدولية لمصلحتها.. مبارك لكل السعوديين هذا الإنجاز العالمي غير المسبوق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي