رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جائزة «وعي» والمهمة الصعبة

مع حلول شهر رمضان المبارك ارتفعت وتيرة النصائح الطبية في البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والأكثر إزعاجا عبر رسائل "الواتساب" التي يقسم بعض من يقدمها أنه جرب العلاج المزعوم بنفسه وشفي من أمراض كثيرة . وتنقسم العلاجات عامة إلى نوعين الأول إن لم ينفع فإنه لن يضر كشرب الماء الساخن على الريق أو الماء مع قشر الليمون أو زيت الزيتون، ولكن المشكلة في النوع الثاني وهو تلك الخلطات العجيبة المتضادة والمحتوية على أدوية مطحونة أو أعشاب سامة. أو الكي بالنار في جميع أنحاء الجسم. والعجيب أن بعضهم يدعي أن ما يقدمه بحماس يشفي من جميع الأمراض حتى السرطان. أعاذنا الله وإياكم منه.
وهنا يتساءل البعض لماذا لا تعتمد الدول هذه العلاجات المزعومة وتغلق المستشفيات وتوفر الجهد والمال. وأخطر ما في النصائح وإن لم يكن ظاهرا بشكل واضح أن يطلب أصحابها إيقاف الأدوية المعتادة للأمراض المزمنة التي تعايش معها الناس بالدواء اليومي كالسكري وارتفاع ضغط الدم. ولعل أحد أسباب الموت المفاجئ والإصابة بالجلطات التي تفشت أخيرا ترك بعض المرضى تناول العلاج بعد أن صدقوا نصيحة الناصحين بحسن نية والدعاء لهم كما يطلبون في نهاية رسائلهم التي يختمونها بالقول "لا تدعها تقف عندك وأرسلها لمن تحب فلربما كان فيها الشفاء". ومع زيادة تدفق هذه الرسائل وعدم القدرة على إيقافها تمنى البعض وأنا أحدهم أن تكون هناك جهة تصحح وتفرز الغث من السمين بحيث توضح أن هذه الوصفة إن لم تنفع فلن تضر. بينما الوصفة الأخرى ضارة وربما تكون سببا في الموت المفاجئ. وقبل أسبوعين تقريبا تلقيت دعوة لحضور حفل جائزة "وعي" وعلمت أنها تدور حول التوعية الصحية وأنها برعاية وزارة الصحة وبحضور وزيرها الدكتور توفيق الربيعة فقلت هذه هي الفرصة حيث سأحمل معي سؤالا كبيرا للوزير يقول "كيف يمكن فرز هذه الرسائل الصحية التي جعلتنا نشك في مدى الحاجة إلى العلاج الذي نتحمل في سبيل الحصول عليه مواعيد المستشفيات المتباعدة والمبالغ الطائلة التي ندفعها مباشرة للمستشفيات أو عن طريق شركات التأمين التي تتسابق في رفع أسعارها دون رقيب؟ وهل يمكن الوثوق بتلك الوصفات المدعمة بالقسم تلو القسم)؟! ولم تسمح لي ظروف الحفل المبهر إخراجا وانشغال الوزير بأن أطرح سؤالي، لكنني في الحقيقة شعرت بالارتياح لإبداع الشباب والشابات الذين قدموا أفكارا ومشاهد وأفلاما قصيرة يمكن البناء عليها في إيجاد توعية صحية تجعل من يفكر في إرسال تلك النصائح الساذجة للآخرين يخجل من نفسه ويفكر كثيرا قبل إرسالها عبر الشبكات التي يطلع عليها البعض مصدقا ما ورد فيها والأكثرية يطلعون عليها ويرسلونها لأصحابهم من باب النكتة والتسلية.
وأخيرا: أعلم أن في الطب البديل أو الطب الشعبي أشياء مفيدة ولكن يجب أن تضبط وترخص من قبل جهة رسمية كوزارة الصحة أو الهيئة العامة للغذاء والدواء مع تطبيق جزاء رادع على من يروج لوصفات غير مرخصة، وتكثيف التوعية حول خطورة التجاوزات وان لم يتم ذلك فإن مهمة جائزة "وعي" صعبة للغاية. أعانهم الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي