«هشتقة» ناس «تويتر»
يبالغ البعض إذ يسعى لتطبيق معايير صارمة على تغريدات ناس "تويتر". من المهم فعلا الالتزام بالأطر العامة، التي لا تطأ على حقوق الآخرين، ولا تسعى للتشهير بهم، أو التطاول عليهم بالكلام المؤذي والبذيء. أو إلصاق الاتهامات الظالمة بهم. حريتك تقف عندما تبدأ في النيل من حرية الآخرين. هذه هي القاعدة المهمة.
لكن من الصعب أن تملي على الناس رغباتك وآمالك وتطلعاتك. لا يمكنك أن تجعل الآخر نسخة منك، سواء كان هذا الآخر ابن أو ابنة أو صديق أو حتى شخص غريب.
إن ما نشهده في "تويتر" من خلال محاولة تنميط الناس بسمت معين، مسألة فيها نوع من القفز إلى أمور يصعب تحقيقها.
ولعلني هنا أستشهد ببعض الهاشتاقات التي شهدها "تويتر" أخيرا، والتي تضمنت في غالبيتها تغريدات جسدت جانبا من المرح الذي تتمتع به أطياف المجتمع لدينا.
وفي رأيي أن المرح من الصفات الحميدة، التي كشف "تويتر" وبقية مواقع التواصل الاجتماعي عن تمتع شريحة كبيرة من أبنائنا وبناتنا بها.
في مقابل ذلك، هناك من يصرون على أن تكون التغريدات متسمة دوما بالجدية والرصانة. وهذا لا يمكن أن يتحقق بشكل كامل، فالأمر كما هو في بقية تفاصيل الحياة ساعة وساعة.
لقد تلقت معظم وسائل الإعلام الهاشتاقات الطريفة التي أنشأها شباب وفتيات في أمور مختلفة بمنحى إيجابي. ولكن البعض منا، أراد تحويل هذه الطرافة إلى مشنقة للمجتمع، والبعض اعتبر هذه الطرافة عيبا.
لا ينبغي أن نخجل من الحس الكوميدي الذي يملأ نفوس الناس. المطلوب فقط مواجهة التجاوزات التي تستحق الحساب والعقاب، سواء كان هذا الهاشتاق عن سلوكياتنا اليومية أو عن الشخصيات التي تزورنا على غرار التغريدات الطريفة حول أبو إيفانكا أو بنت ترمب.