القمة السعودية الأمريكية .. ومفتاح الحلول
تعقد في الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة ثلاث قمم مهمة: سعودية - أمريكية، وخليجية - أمريكية، وعربية - إسلامية - أمريكية. ولعل القمة الثالثة التي تعقد لأول مرة تأتي بعد قناعة الإدارة الأمريكية الجديدة بأن مفتاح الحلول لقضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب عالميا ليس في تل أبيب أو طهران وإنما في عاصمة العرب والمسلمين التي تمثل أكثر من مليار وستمائة مليون عربي ومسلم على امتداد الكرة الأرضية.. وبعد أن يستمع الرئيس ترمب من زعماء هذه الدول إلى تأكيدهم تأييد السياسة السعودية ودعم مساعيها لحل مختلف القضايا.. وحتى المعقدة منها مثل قضية فلسطين والحرب في سورية وفي اليمن وكذلك ملاحقة الإرهاب عالميا واقتلاعه من جذوره عن طريق اعتماد الوسطية التي تظهر وجه الإسلام الحقيقي.. بعد أن يستمع الرئيس إلى ذلك لن يأتي في إدارته من يتهم السعودية بأنها وراء أحداث 11 أيلول (سبتمبر) أو يتبنى قانون "جاستا" الظالم الذي ولد ميتا. وعودة إلى حل قضايا المنطقة أقول إن المفتاح الحقيقي لها هو الحل العادل لقضية فلسطين على أساس الدولتين وعلى حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وفي ذلك تنازل كبير من الشعب الفلسطيني ومن العرب والمسلمين.. ولقد قدمت بلادنا مبادرة قامت الدول العربية فيما بعد باعتمادها وما زالت مطروحة وقابلة للتنفيذ حتى الآن لكن الإدارات الأمريكية السابقة لم تقدم الدعم الكافي لإنجاحها. ولعل الإدارة الحالية بقوتها في اتخاذ القرارات تنقل عملية السلام من التردد إلى الفعل الإيجابي. وسيكون لحل قضية فلسطين تأثير كبير في حل مختلف قضايا المنطقة وإنهاء المزايدة الإيرانية على هذه القضية مع عدم قيامها بأي دور إيجابي في دعم مقترحات معقولة للحل العادل. أما قضية سورية فإن الدور الذي قامت به إدارة "أوباما" هو ما أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه. وقد تضرر من هذا الدور ليس الشعب السوري والعربي فقط وإنما سمعة أمريكا التي تراجع دورها حتى كادت أن تصبح دولة هامشية، الأمر الذي أتاح الفرصة للدول الأخرى، خاصة روسيا وإيران للتدخل وقيادة العمليات العسكرية والدبلوماسية أيضا. لكن بوادر سياسة إدارة "ترمب" تشير إلى أن أمريكا كدولة عظمى بل القطب الأقوى عالميا تستعيد دورها وتقود العالم من جديد. وإذا اجتمعت أمريكا وأوروبا والعالمان العربي والإسلامي فإنها بلا شك قوة يحسب لها ألف حساب، ولن تستطيع الكيانات التي تدعي القوة الآن الوقوف في وجهها أو فرض الحلول التي تريدها بمعزل عن هذه القوة العظيمة.
وأخيرا: الرياض من أهم عواصم القرار العالمي. والأيام تثبت هذا القول يوما بعد يوم، والقيادة السعودية قادرة على جمع الشعوب العربية والإسلامية خلفها للحديث والتعامل مع زعماء العالم بندية يحترمها الجميع. وفي ذلك مرة أخرى مفتاح الحلول لجميع القضايا، وسنرى ذلك بإذن الله واقعا بعد اللقاءات المهمة التي تستعد عاصمتنا لاحتضانها مع الرئيس الأمريكي، وفيما بعد مع زعماء العالم الأقوياء الذين يدركون أهمية الدور السعودي في إقرار السلام العادل ونصرة الشعوب المظلومة ومحاربة الإرهاب البغيض ليس في منطقتنا فقط وإنما في جميع أنحاء المعمورة.