رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إدارة الإبداع

في كل بيئة عمل توجد مشكلات، وتحديات، تتطلب جهدا لتجاوزها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وما من شك أن طبيعة الحلول تكون متأثرة بطبيعة المشكلات، وكفاءة القائمين على العمل، كما أن بيئة العمل لها دورها في نوع الحل الذي يتم الوصول إليه. بعض الحلول تكون مؤقتة، وعاجلة لمواجهة مشكلة طارئة، لذا لا نتوقع أن يكون الحل كاملا، ومرضيا لجميع المستفيدين، أو المتضررين من الوضع الطارئ، إلا أن نوعا من المشكلات ليس بالطارئ، بل نتيجة تراكمات ممارسات داخل الإدارة، أو نتيجة أنظمة، ولوائح قديمة لم تتمكن من تجاوزها، نظرا لإيمان العاملين بقيمتها، أو لعدم تأهيلهم التأهيل الكافي لإحداث ما يجب من تغيير بهدف تحسين الوضع القائم.
بعض الأنظمة يأخذ صفة القدسية عند بعض المديرين، حتى إنهم يحاربون كل من ينتقدها، أو يفكر في مناقشتها، وتعديلها، وسبب ذلك إما الألفة، والرغبة في عدم التجديد، أو المحافظة على مصالح تضمنها الأنظمة القائمة، أو الشعور بصعوبة التكيف مع جديد الأنظمة، لذا تكون محاربة أي فكرة تدعو إلى تجديد الأنظمة، وتكون الحرب شرسة لما يتوقع خطأ من تأثير سلبي نتيجة الأخذ بالجديد، وقد لا يكون الأمر كما يتوقع، أو يخاف منه.
لا نتوقع الإبداع من أي مسؤول، لكن في الوقت ذاته لا يمكن استعصاء أي مشكلة على الحل، طالما وجدت إرادة صادقة، وعزيمة لا تلين، ومسؤول جاد يستثمر جميع الإمكانات المتوافرة في بيئة العمل، وأول خطوة تمكنه من حل مشكلات بيئة عمله تتمثل في قدرته على معرفة خصائص العاملين معه، وقدراتهم، ومهاراتهم، ونقاط الضعف، والقوة لديهم، بهدف تغيير ما يمكن من خلال الدورات، وورش العمل، وحلقات النقاش، كما أن السعي إلى استقطاب كفاءات من أماكن أخرى سيكون له مردود واضح على جودة العمل.
إشراك الآخرين وإشعارهم بأنهم أصحاب الشأن، من خلال مناقشتهم في قضايا العمل، وإعطائهم حرية التفكير في الحلول، أو أساليب العمل، كما أن الإدارة الإبداعية تتجلى في توظيف الظروف كافة، لما فيه مصلحة المنظومة، ونعلم أن مسؤولين في فترات سابقة أضاعوا فرصة الرخاء، والطفرة المادية، ولم يستغلوها لتحسين أوضاع منظومتهم، ما يدل على ضيق الأفق، وافتقاد النظرة المستقبلية الطموحة.
الكفاءات المتوافرة إذا ما تمت إعادة تأهيلها، وتلك المستقطبة تمثل مصدر قوة للمدير الراغب في الإنجاز، والساعي إلى إحداث نقلة نوعية، وجودة في إنتاجية تقلل من الروتين، وتحفظ المصالح التي ربما تضيع في دهاليز البيروقراطية.
كما سبق القول قد لا يكون الرئيس، أو الوزير مبدعا في ذاته، إلا أن بإمكانه الوصول إلى حلول إبداعية من خلال فريق عمله، متى ما تمكن من توظيفه التوظيف السليم.
الإدارة الإبداعية تتمثل في رسم الخطط ذات الطابع الاستراتيجي، المتسمة بالمرونة التي تقبل الزيادة في العناصر، والحذف، متى ما استجدت ظروف تدعو إلى ذلك، كما أن الإبداع يتمثل في إيجاد آليات عمل جديدة، وذلك بإعطاء زملاء العمل الفرصة في توظيف خبراتهم، ومهاراتهم المجمدة، إن لم تكن المهملة، بفعل فلسفة إدارية عقيمة، تحارب الجديد، ولا تسمح إلا بما تؤمن به، حتى لو كان ذا أثر سلبي في الإنتاج، والمصلحة العامة.
متابعة الجديد في النظم الإدارية، وتوظيف المناسب منها مع تدريب العاملين عليها تمثل خطوة أساسية في الإدارة المبدعة، كما أن التوظيف الأمثل للتقنية الحديثة يسهم في تسهيل الإجراءات، ولو أخذنا مثالا على ذلك التقارير الطبية بعد أخذ الأشعة، والتحاليل الطبية كانت في السابق تأخذ وقتا طويلا لتصل الطبيب، أما في الحاضر فإنها ترسل من خلال المنظومة الحاسوبية، ما يوفر الوقت والجهد على المريض الذي يرغب في معرفة النتائج في أسرع وقت.
الإدارة المبدعة هي تلك المحفزة القادرة على الاحتواء لجميع الأطراف الموجودة في بيئة العمل، المتمكنة من معرفة وجس نبض العاملين، كما أن حسن التعامل، واحترام حقوق الآخرين، ورغباتهم تسهم في قطع الطريق على جميع ما يمكن أن يكون سببا في تشكل اتجاهات سلبية، يتبعها سلوك يضر بالعمل جودة وسمعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي