الاختبارات وخطر المخدرات
تبذل الجهات الأمنية جهودا كبيرة في مكافحة المخدرات وملاحقة مروجيها، ولها منجزات عدة في هذا المجال وعملياتها الاستباقية التي تبطل كثيرا من عمليات الترويج لا تخفى على أحد، فالصحف ووسائل الإعلام الأخرى تنشر أخبارا متتالية عن تلك المنجزات الأمنية التي تم فيها إحباط المئات من عمليات التهريب والترويج التي تستهدف أبناءنا وبناتنا.
وفي مثل هذه الأيام التي تشهد دخول الاختبارات ينشط المروجون وباعة المخدرات، مستهدفين صغار السن من الطلاب والطالبات عبر اللقاء المباشر أو عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، موهمين إياهم بأن بضاعتهم وسمومهم خير منشط ومساعد على الاستذكار والحفظ وتحصيل الدرجات العالية، مستغلين قلة إدراكهم وجهلهم بمخاطرها وحماستهم في تحصيل الدرجات ونيل النسب العليا التي تمكنهم من القبول في الجامعات والكليات الأخرى، ومن هنا يأتي دور الأسر في تحذير أبنائها من مخاطر تلك المخدرات التي تذهب العقل وتقضي على صحة الإنسان، وتكثيف الرقابة عليهم، والحرص على عودتهم من المدرسة إلى منازلهم فور نهاية الاختبار، فالزمن الذي يفصل بين الخروج من المدرسة والعودة للمنزل من أخطر الأوقات على الطالب وقد تجعل منه فريسة لمروجي المخدرات.
أبناؤنا أمانة في أعناقنا، والمحافظة عليهم مسؤوليتنا نحن كأولياء أمور، وقضية تعاطي المخدرات خاصة لدى صغار السن في وقت الامتحانات واقع لا يمكن إنكاره، ومشكلة نعانيها في كل عام، فمع كل فترة امتحانات مع الأسف الشديد ثمة مدمنين جدد يدخلون في عالم المخدرات، ويجب ألا يتم تبسيط المشكلة أو تسطيحها من قبلنا، وعلينا أن نضطلع بمسؤولياتنا وأن نتوخى الحذر ونشدد من رقابتنا وتوعية أبنائنا.
أيضا الجهات الأمنية وهي لا شك نشطة في هذا المجال، عليها أن تزيد من مراقبتها وتكثيف دورياتها ومخبريها أمام المدارس وضبط كل ما يثير الشك والريبة، فالتعاون في مجال مكافحة المخدرات خاصة التي تستهدف صغار السن يتطلب تضافر جميع الجهود سواء من قبل المدرسة أو أولياء الأمور أو الجهات الأمنية.