رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الضغط يولد الإنجاز

أحد الأصدقاء باحث مميز له إصدارات جديرة بالتقدير والامتنان، وإضافة إلى مشاريعه التأليفية المهمة هو موظف في إحدى الجهات الحكومية. دعاه مسؤول كبير في القطاع الذي يعمل فيه إلى زيارته في مكتبه. هنأه على فوزه بإحدى الجوائز التي نالها على أحد كتبه، وسأله: "كيف أستطيع مساعدتك للاستمرار في تألقك؟"، فأجابه زميلي بلا تفكير: فرغني للأبحاث لمدة عامين. فرد عليه المسؤول: "غالي والطلب رخيص".
المفاجأة أن صديقي خلال هذين العامين اللذين تفرغ فيهما لم يصدر أي كتاب، وهو الذي اعتاد أن يصدر كتابين كل عام.
سألت زميلي: "ماذا أصابك، اعتقدت أن تفرغك سيزيد إنتاجك وجودة أعمالك؟"، إجابة صديقي كانت صادمة، يقول: "التفرغ خدعني. أوهمني أن لدي وقتا. أصبحت أقوم بتأجيل العمل غير مرة حتى أهدرت عامين بلا نتيجة".
يا أصدقائي، كل يوم أكتشف أن الفراغ يزيدنا خيبات، والانشغال يزيدنا إنجازا. كلما زادت الضغوط والمسؤوليات ارتفعت وتيرة الطموحات والانتصارات.
الضغط يولد الإنجاز وليس الانفجار في العمل. قيل مبكرا "لا تعط مهمة لشخص بلا عمل". وأتفق مع هذا الرأي تماما. فلو كان الشخص جديا لما أصبح متاحا ومتوافرا. كلما انشغلنا أنجزنا أكثر.
سيجعلنا الانشغال نعتني بكل لحظة. نمنحها القدر الذي تستحقه من الرعاية فيثمر الوقت ويضيء.
لا يخدعك الفراغ، إنه أخبث لص على الوجود. سيسرق أجمل لحظاتك بإرادتك وأنت تبتسم. فالفراغ اللص الوحيد الذي ينهبك وأنت تصفق له. ولاحقا ستتمنى لو أنك خنقته بذات الأصابع التي رحبت به.
كتب لي صديق في "سناب شات" تعليقا على طرحي لقصة زميلي قائلا: "ترددت ثلاث سنوات في اتخاذ قرار دراسة الماجستير. خشيت أن تؤثر الدراسة في عملي. اليوم أنا نادم لأنني ترددت وتأخرت. دراستي للماجستير جعلتني موظفا أفضل. أحرص على وقتي أكثر. ولا أفرط في أي دقيقة".
تأكد يا صديقي أن انشغالك مهما سبب لك من متاعب أفضل ألف مرة من فراغك مهما منحك من راحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي