ردود الأفعال العاطفية
ردود الفعل العفوية والعاطفية مسألة ترتبط بالسلوك الإنساني، وهي طبيعية للغاية. لكنها قد تغدو في منتهى الخطورة إذا ما تم توظيفها، واستخدامها ضمن أغراض تهدد الأمن الوطني.
هنا لا بد أن نتأمل في المشاهد السلبية التي يجري بناؤها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. إذ يتم التركيز على تفاصيل صغيرة، وتضمينها أفكارا وشائعات غير إيجابية، بهدف نشر الإحباط والتحريش بين الناس، وتقسيم المجتمع، ومحاولة تصوير التنمية والتطوير والتحديث وكأنها تستهدف قيم المجتمع.
الصورة تبدو متكررة، من عصر إلى آخر، والإنسان بطبعه عدو ما يجهل، وفي فترة تالية يثبت للمتخوفين، أن ما كان يسبب لهم الرعب، يتحول إلى أداة من أدوات البناء.
إن صمام الأمان في أي مجتمع، يتمثل في استحضار أن القرارات التي تأخذ بها الحكومات، تتوخى دوما تحقيق الأمان والرفاهية للمجتمع. ولا يعني ذلك بالضرورة التفريط في القيم الدينية
وفي الواقع فإن التطور الفكري والشكلي، في مجتمعاتنا، لم يكن في يوم من الأيام يستهدف الدين والأخلاق. بل كان المجتمع ذاته يلفظ كل ما هو متعارض معه. وإذا أخذنا على سبيل المثال، تطور الملابس الرجالية، فإننا سنكتشف أن هذا التطور على مدار التاريخ أخذ نمطا هادئا، ولم يكن هذا التغيير يهدف لإلغاء هذا الزي العربي الأصيل. والأمر نفسه ينسحب على أنماط معيشية أخرى. فالأرز كغذاء رغم أنه لم يكن من أنماط العيش المعروفة في الخليج، لكنه أصبح الغذاء الرئيس مزيحا الحنطة وسواها من الأغذية التي كانت تتسيد المائدة.
القصد أن التغيير أمر طبيعي، يصدق على كل أمر من أمور الحياة، سواء كان ذلك على هيئة مفاهيم وأفكار، أو عادات وأنماط غذائية. وكل هذه الأمور ليس بالضرورة أنها تمثل تهديدا للدين ولا للهوية أو الأفكار والمبادئ.
والأكيد أن أي تغيير غالبا يغدو طبيعيا بمجرد إقراره من صاحب القرار. يصدق ذلك على كثير من القرارات التي أثارت جدلا طويلا، لكن هذا الجدل سرعان ما توقف فور صدور قرار بشأنها. من يتذكر اليوم نقاشاتنا بشأن تغيير إجازة الخميس وتحويلها إلى السبت، أو سواها من الأمور البسيطة التي كان البعض يتعامل معها بخوف غير مبرر.
تنويه:
في مقالة الخميس الماضي وقع خطأ عفوي، إذ إن أول مكتب للجوازات تأسس في مكة المكرمة عام 1343هـ.