عودة «السنافر» .. بحثا عن الأسلاف والجذور
بشوق وحماس انتظرنا اليوم الأول لعرض فيلم الأنيميشن "السنافر: القرية المفقودة" في صالات السينما، وكغيرنا من المغرمين بهذه الشخصيات الصغيرة تسمرنا طويلا لشراء التذكرة، ودخلنا الصالة التي تعج بالكبار والصغار على حد سواء، الشوق يعترينا والبهجة على وجوه الحاضرين، وما إن بدأ الفيلم حتى أخذ الكل ينظر إلى هذه الشخصيات الزرقاء الصغيرة والجميلة، الكبار يعودون بحنينهم إلى الماضي والأطفال فرحون بشخصيات يبتاعونها من متاجر الألعاب، والآن يشاهدونهم يتحركون ويتكلمون.
في الدقائق الأولى من الفيلم حاولت جاهدة ألا أتشتت، لكن محاولتي باءت بالفشل، فالفيلم رغم تلك الشخصيات السنافرية إلا أن الحبكة التي كتبها كل من ستايسي هارمن وباميلا ريبون لم تكن كالمأمول، وبدأت تتوالى الأحداث ببطء إلى أن دخلنا في القصة الأساسية بعد 25 دقيقة من بدء العرض.
كائنات غريبة
فبعد مغامرات السّنافر على كوكب الأرض، خلال أحداث الجّزأين السّابقين، عندما وجدوا أنفسهم في الفيلم الأوّل (The Smurfs)، محاصرين في عالم البشر العمالقة وملاحَقين من قِبل السّاحر الشّرير شرشبيل، ثمّ اضطرارهم للعودة مجدّداً إلى كوكب الأرض في الفيلم الثّاني (The Smurfs 2)، وخطف شرشبيل أحد السّنافر، في سعيه لتطوير سنافر شريرة منهم تُدعى ذا ناوتيس (The Naughties) الأشقياء، يطل الجزء الثالث والسّنافر في موطنهم، إلا أنهم اكتشفوا مخلوقات غريبة شبيهة بهم، يقطنون في قرية مفقودة، كانوا يعتقدون أنّها أسطوريّة، وهنا تبدأ الحبكة في البحث والعثور على تلك القرية والوصول إليها قبل شرشبيل.
فقام السنافر الأربعة، ثلاثة ذكور وسنفورة أنثى، يعيشون على حافة الغابة المحرمة والممنوعين من دخولها بأوامر من "بابا سنفور ـ يؤدي صوته ماندي باتينكين"، حيث توجد كائنات غريبة ومخيفة هناك وبها عديد من المخاطر والصعوبات.
وما يميز السنافر أكثر أن أغلبهم من الذكور ما عدا سنفورة التي قام الساحر الشرير شرشبيل بصنعها وكان يستخدمها كجاسوسة من قبل إلى أن انقلبت عليه وأصبحت من السنافر وتعيش معهم تحت قيادة بابا سنفور الذي يبالغ في حمايتهم.
الخريطة
في يوم من الأيام وأثناء تجول سنفورة بالخارج رأت أحدا يشبه السنافر ولكنه يلبس قناعا ورمى هذا الشخص بخريطة ورحل. الخريطة تشير إلى طريق في الغابة المحرمة يقودهم إلى القرية المفقودة التي يعتقد السنافر بأنها من الأساطير وغير موجودة وهي القرية التي يعتقد أن بقية السنافر ما زالوا يعيشون هناك.
يحاول السنافر الأربعة «سنفورة- تؤدي صوتها ديمي لوفاتو» و«القوي - يؤدي صوته جو مانجيلينو» و«المفكر- يؤدي صوته داني بودي» و«الغبي- يؤدي صوته جاك ماكبرير»، الاقتراب من الغابة المحظورة، للدخول في مغامرة البحث عن القرية المفقودة، لكن رغم المخاطر التي تنتظر هؤلاء «السنافر»، كان هناك الشرير الذي يحاول إفساد كل شيء في حياتهم وهو «شرشبيل - يؤدي صوته راين ويلسون» الذي لديه طائر وقط يمارسان سلوكه الشرير الساحر نفسه. فقد تعرّض السنافر إلى كثير من المخاطر الطبيعية من رياح وأمواج وحتى من الأشجار من أجل البحث عن القرية، إلا أن شرشبيل كان يتبعهم لإفساد كل أعمالهم حتى بعد اكتشافهم القرية والسنافر الذين يعيشون فيها، لكنهم في نهاية الأمر استطاعوا التخلص من شرشبيل بمساعدة سنفورة من أجل أن يستمروا في فعل الخير.
مؤثرات بصرية
وعلى الرغم من الخلل في حبكة القصة أو روتينيتها، إلا أنه لا بد من الاعتراف ببعض المشاهد والمؤثرات البصرية الرائعة، كتلك التي اجتمع بها كل من السنافر مع الشرير شرشبيل داخل النهر، حيث كانت مغامرة قتالية ربح فيها بطبيعة الحال السنافر في إشارة إلى انتصار الخير على الشر، ولقد زاد ضخامة الإنتاج في تلك اللقطات تقنية ثلاثية الأبعاد التي أشعرت المشاهد برذاذ الماء يتطاير من حوله، إضافة إلى هذا المشهد لا بد من الانحناء أمام مشهد آخر وهي لحظة دخول السنافر إلى القرية المفقودة، حيث بدأت الأغاني تتعالى على مشاهد مزهرة بألوان تنعش القلب، إنها فعلا تحفة خيالية تحوي الأشجار والزهور وغيرها من المكملات الجمالية الطبيعية، ولقد لعب المخرج كيللي اسبوري على مزج ألوان مختلفة سحرت عين المشاهد بجمالها.
أما بالنسبة للكوميديا في الفيلم فهي جاءت بدرجة متوسطة، لقد علت بعض الأصوات الضاحكة أثناء مرور مشاهد مضحكة لكنها بقيت خجولة إلى حد ما، لذلك جاء هذا الفيلم بحبكة تقليدية بسيطة وشخصيات كرتونية محببة إلى قلب الجمهور مع إدخال تقنيات حديثة جعلت منه عملا فنيا جميلا.
إطلاقه بالعربية
ولقد تميز هذا الجزء من فيلم السنافر الذي أنتجته شركة سوني بإطلاقه باللغتين الإنجليزية والعربية، حيث أعلنت «إمباير إنترناشيونال»، الموزع المسرحي الحصري لشركات «سوني بيكتشرز ريليسنج إنترناشيونال» و«20 سينتشري فوكس» و«دريمووركس أنيميشن» و«فوكس ستار إنديا» في الشرق الأوسط، عن إطلاق الفيلم باللغة العربية وتؤدي ضمنه المذيعة البنانية رايا أبي راشد صوت شخصية السنفورة.
وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى إماراتياً بتاريخ 25 مارس في «موشنجيت دبي» ضمن منتجع «دبي باركس آند ريزورتس» الذي يعتبر أكبر وجهة متكاملة للحدائق الترفيهية في المنطقة؛ حيث عُرضت النسختين العربية والإنجليزية، وحظي الحضور بفرصة اللقاء مع ريا أبي راشد والتقاط الصور التذكارية في يوم كامل حافل بالمرح لكل أفراد العائلة في «موشنجيت دبي»، مع أنشطة ترفيهية شاركت فيها شخصيات السنافر وعدد من السحرة ورسامي الوجوه، إضافة إلى إمكانية شراء تذكارات مستوحاة من عالم السنافر.
ويعتبر «موشنجيت دبي» أكبر حديقة ترفيهية إقليمية مستوحاة من عالم هوليوود، ويحتضن «قرية السنافر» التي تتألف من خمسة أقسام رئيسة تشمل مناطق اللعب التفاعلية، والألعاب العائلية الحافلة بالإثارة، فضلاً عن العرض المسرحي السحري.
كما تم عرض النسخة العربية للفيلم في الكويت، بينما عرضت النسختان الإنجليزية والعربية في لبنان، وحضرها سفير بلجيكا في لبنان أليكس لينايرتس.