رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


بشائر الأمل والتفاؤل

البشر صناديق مغلقة، ترى منها ما يظهر أمامك، أو ما يسمح لك به الإنسان المقابل لك بالاطلاع عليه. بعض صناديق البشر تحوي كنوزا، وبعضها يحوي هموما، وهناك من تكثف الحزن في داخله، فإذا بتلك الأحزان تتقاطر آلاما وأحزانا لا تنتهي.
النفس البشرية مجبولة على حزمة من الآمال والأحلام والتطلعات والإحباطات.
في القرآن الكريم إشارات كثيرة لأدواء النفوس وأدويتها. يطمئن القلب بذكر الله. وتتأجج الآلام من خلال النفس اللوامة، كما أنها تقع في المحظور من خلال النفس الأمارة بالسوء.
هناك أيضا طريقان لا ثالث لهما: الشكر أو الكفر بالنعمة والخير. ولا يخلو الأمر عند الإنسان كما نص على ذلك القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية المطهرة من طمع في الخير وجزع من الشر.
بالعودة لفكرة الإنسان الصندوق، الذي تراه مبتسما متفائلا، وفي داخله عذابات ما يحويه ذلك الصندوق.
بعض هذه العذابات مصدرها عدم الرضا وقلة القناعة. وبعضها ناتج عن الحسد، ليس بسبب قلة النعمة، بل لأن نفسه تتطلع إلى ما عند سواه، وإن كان أقل مما يملك، لكنه يتطلع دوما إلى زوال نعمة يتمتع بها المحسود، وهذا منتهى الشقاء.
تفاصيل نفوس البشر يجلوها اليقين والإيمان. هنا تظهر أهمية المبادئ والقيم التي يصوغها التوسط في كل شيء. هذه تعززها وتحرسها الشرائع السماوية التي جاء الإسلام خاتما ومتمما لها. البعض يعد التدين حارسا وصمام أمان للمجتمعات الإنسانية وهذا حق. والبعض يتوهم أن الأمر نوع من «الدروشة». وهذا جور وظلم. والتطرف والتفريط من الظلم أيضا.
إن النفوس تسمو بالتدين الصافي، والتعامل الحسن، ولطف المعشر، ومحاولة مد يد العون للأقرب فالأقرب.
إن الأمل سلعة غير مكلفة، وتجارة رابحة، وتكريسها لا يتطلب سوى طلاقة وجه، وحسن إنصات، ورأي ورؤية نصوحة وأمينة. فلنتنبه جميعا للصناديق المغلقة من حولنا: أبناؤنا وبناتنا.. أصدقاؤنا.. الأحباب من حولنا.. معظم هؤلاء لا يحتاجون سوى للإنصات وبث الأمل، هكذا ننأى بهم عن الإفراط والتفريط. ونحميهم من تغول عذابات النفس عليهم.
نحن أيضا لسنا استثناء، فكما ننصت للآخرين، نحتاج في أوقات إلى من ينصت إلينا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي