«القدية».. الحلم يتحقق

يعتبر السائح السعودي ـــ وفق تقارير إعلامية ـــ من أكثر السياح في العالم إنفاقا ويقدر صرفه بنحو 80 مليار ريال في العام الواحد، ومن هنا نجد أنه مستهدف من دول كثيرة تسوق له منتجاتها وتسعى لاستقطابه، وقلنا مرارا إن اقتصادنا في السعودية وسياحتنا أحوج من غيرهما لتلك الأموال المغادرة التي تنفق في الخارج.
لا شك أن السياحة في السعودية لم تلامس ما نرجوه ولم تدفع السعوديين للسياحة الداخلية رغم تطورها في السنوات الأخيرة، وأصبحت الدول المجاورة ملاذ السعوديين حتى في الإجازة الأسبوعية أو إجازة منتصف العام القصيرة، لدرجة أن فعالياتها ومهرجاناتها الترفيهية والسياحية أصبحت تقام بالتزامن مع إجازات السعوديين.
المشروع الثقافي والترفيهي والرياضي الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الذي سيقام في منطقة القدية غرب العاصمة الرياض وباركه مجلس الوزراء في جلسة أمس الأول يعد خطوة أولى نحو استقطاب السائح السعودي ولبنة أساسية لسياحة داخلية تنافس مثيلتها ليس في الدول المجاورة بل في العالم.
فالمشروع ضخم وسيسهم في توفير مصدر جديد من مصادر الدخل للدولة، وسينعش السياحة الداخلية في البلاد، وسيستقطب رؤوس الأموال سواء المحلية أو الأجنبية للاستثمار في القطاع وسيوفر آلاف فرص العمل للمواطنين وسيسهم في خفض معدل البطالة.
قلنا في مقالات سابقة إن إنعاش السياحة الداخلية والاستثمار في القطاع يحتاج إلى تدخل حكومي يبادر ويستثمر ويمنح القطاع الخاص الثقة والجرأة، فرأس المال جبان ولا يمكن أن يبادر ما لم يدفع إلى ذلك من خلال مبادرة الصناديق السيادية الحكومية وهو ما بدأته الحكومة من خلال مشروعها الضخم "القدية".
بالطبع مشروع القدية لن يكون الأخير بل هو خطوة أولى، فرؤية المملكة الطموحة التي أطلقت عليها "رؤية 2030" ولاقت ترحيبا عالميا واسعا تدرك أهمية القطاع السياحي في اقتصاد البلاد، وستسعى إلى تطويره وضخ الأموال فيه وجذب رؤوس الأموال سواء المحلية أو الأجنبية للاستثمار فيه، فالقطاع السياحي مهم لكل الدول في العالم، وهو من القطاعات الأكثر دخلا وذات مورد لا ينضب ولا يتوقف، بل إن دولا عدة تعتمد عليه بشكل كبير في اقتصادها ودخلها، ويسهم بشكل كبير في ناتجها المحلي.
لا شك أننا مقبلون على مشاريع ضخمة في القطاع السياحي وخطوات تطوير متلاحقة ومتسارعة للنهوض بهذا القطاع المهم، واستغلاله الاستغلال الأمثل الذي سيمكن السائح السعودي من الاستمتاع بسياحته في بلاده وداخل بيئته وضخ الأموال المهاجرة في القطاع وتوفير فرص عمل ضخمة للمواطنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي