رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خرائط تعلمك كيف تعيش «1»

بدأت علاقة أغلبنا بالخرائط من مادة الجغرافيا التي درسناها في الصف الرابع الابتدائي بعد أن انتظرنا سنين لندرس مواد مميزة ونكتب بالقلم الحبر بدل قلم الرصاص. كانت تنقلنا إلى عالم مدهش وتضاريس ومناخ لم نكن نعلم عنه كثيرا. كيف لنا أن ننسى ذلك الأطلس ذا اللون الأخضر الذي اعتبرناه من المقتنيات الثمينة فقد كان الحصول على ذلك الكم من المعلومات غير متاح من أي جهة أخرى فلم يكن هناك تلفزيون متعدد القنوات ولا قناة ديسكفري ولا شبكة عنكبوتية وأجهزة ذكية!
واليوم لم تعد الخرائط تبين لنا أين نحن فقط بل ومن نحن أصبحت ترسم بالبيانات فتعطينا صورة ساحرة وعميقة تظهر الأرض على حقيقتها وتستطيع تغييرها وتطويرها كل ساعة مع تغير البيانات. إنها تمنحنا فرصة رؤية العالم بشكل مختلف تماما عما تعودنا رؤيته في الخرائط التقليدية!
سترى خرائط ملونة وأراضي لم تعهدها ودول تمددت وأخرى تقلصت وهذا بسبب أنه رسمها حسب الكثافة السكانية ومنح كل ساكن المساحة نفسها تبدو المدن المأهولة بالسكان متلألئة والصحاري متقلصة ومظلمة عكس مساحتها المعتادة وبنظرة واحدة ستعرف الكثافة السكانية لكل بلد وقارة!
وخريطة أخرى لتعداد سكان العالم، ولكنها مزينة بأقواس فوقها تظهر كيفية انتشارنا خارج إفريقيا الموطن الأم مع التواريخ التي تبين أين ومتى وصلنا. ويعاد رسم هذه الخريطة كل عدة أشهر، لأن شخصا ما يكتشف أن تاريخا معينا كان خاطئا. إننا نتعلم عن أنفسنا بسرعة لا تصدق ونتغير بشكل كبير ولكننا لا نلاحظ التغيير لأننا نحيا حياة قصيرة 70 أو 80 وإن كنت محظوظا قد تبلغ الـ 90!
وخريطة أخرى للعالم ستندهش من اختفاء المسطحات المائية فيها تماما، خريطة تجعلك ترى الأماكن حسب سكانها فتنظر فقط إلى 7.4 مليار نسمة في هذه الخريطة التي رُسمت بالتناسب مع هؤلاء البشر. أنت تنظر إلى ما يفوق المليار في الصين، بإمكانك أن ترى أن أكبر مدن العالم هي في الصين، ولكنك لا تعرف أسماءها. بإمكانك أن ترى أن الهند في وسط العالم، وبإمكانك أن ترى أوروبا على الحافة!
أما إذا أردت أن تبتعد عن العالم وتبحث عن مكان قصي تلجأ إليه فهناك خريطة لهذا الغرض تجعل الأماكن أكبر والبشر أبعد وفي كل مرة تكبر لأننا نهاجر إلى الداخل!
وهناك خريطة تبين محاصيل كل بلد وتوزيعها وأخرى يرسمها الماء دون أن يكون للبشر دخل فترى كميات الماء التي تسقط على كل جزء صغير من العالم. وكذلك ترى الرياح الموسمية تنتقل عبر الكوكب، ويبدو العالم وكأن لديه دقات قلب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي