ديوانيات نجران تزاحم «تويتر» و«فيسبوك» .. في إشغال شباب المنطقة عن أسرهم
لا يكاد يخلو حي في مدينة نجران إلا وتجد فيه عددا من الديوانيات التي يحرص عدد كبير من الشباب على قضاء أوقاتهم فيها بعيدا عن مشاغل الحياة ومشاكلها، حتى صارت تنافس "تويتر" وفيسبوك"، حيث يتم فيها تبادل الأحاديث ومناقشة القضايا الاجتماعية، إلى جانب ممارسة الرياضة والألعاب الترفيهية ومشاهدة المباريات.
إلا أن الجلوس في تلك الديوانيات بشكل غير معقول، تحول من متنفس وترويح للنفس يعين على متاعب الحياة، إلى هروب من المسؤولية، ومتسبب رئيس في إهمال البعض للأسرة، التي يفترض أن يكون لها الجزء الأكبر من وقت الشخص لمعرفة أمورهم وهمومهم ومطالبهم والعمل على تلبيتها.
وفيما يتعلق بهذا الأمر أكد لـ "الاقتصادية" علي مانع آل شهي متخصص في التوجيه والإرشاد النفسي، انتشار الديوانيات داخل المجتمع النجراني خلال السنوات العشر الماضية، إذ ألقت بظلالها على المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة بشكل خاص، مشيرا إلى تسببها بشكل مباشر أو غير مباشر في كثير من حالات التفكك الأسري نظرا للغياب المستمر لرب الأسرة عن المنزل، لقضائه جل وقته في الديوانيات، وبالتالي إهماله أبناءه الذين هم في أمس الحاجة إلى رعايته.
وأشار إلى أن الديوانيات أصبحت أمرا واقعا وجزءا من ثقافة المجتمع، مؤكدا ضرورة العمل على تخفيف آثارها السلبية، من خلال تفعيل العقل الجمعي لمواجهة تلك الظاهرة وتسخير جميع الوسائل المتاحة لتوعية الشباب من خلال تنظيم أوقات ارتيادهم لهذه الديوانيات، لأن ما زاد عن الحد انقلب إلى الضد.
من جهته، قال عبدالله المنصور، إن الاستراحات لها جانبان؛ الأول إيجابي، والآخر سلبي؛ مبتدئا حديثه بمناقشة الآثار السلبية، مسترشدا ببعض الأشخاص الذين يقضون جل وقتهم في هذه الاستراحات على حساب أسرهم والأعمال الضرورية، حيث يجلس البعض إلى ساعات الفجر، متسببن في ضياع الوقت دون فائدة تذكر، بل أحيانا يتناول البعض في الديوانيات الشمة والسويكة والدخان، ما يؤثر في صحة جميع الموجودين ولاسيما المراهقين منهم.
وفيما يخص الجوانب الإيجابية في تلك الديوانيات، لفت المنصور إلى مساهمتها في التواصل المستمر بين الأصدقاء والمعارف، كما يتم من خلالها تقديم عديد من الواجبات الاجتماعية مثل المساعدات المادية للبعض عند الزواج، أو في حالات المرض أو غيرها من المناسبات.
