رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قادة التعصب الرياضي

لا أحد ينكر أن التعصب في الوسط الرياضي بلغ مبلغا لا يحتمل، وتسبب في حالة انفلات كبيرة لا ترضي القائمين على رياضة البلد أو المتابعين لها، فالقنوات والبرامج والكُتاب المثيرون للتعصب وجدوا ضالتهم في القطاع الرياضي، مستغلين حالة الحرية التي ينعم بها منذ سنوات، ولا شك أن الخطوات التي شرعت الدولة في تطبيقها من خلال التنظيمات الجديدة الهادفة إلى اجتثاث التعصب، وملاحقة المتعصبين ومعاقبتهم، وجدت ارتياحا كبيرا، ليس في الوسط الرياضي فحسب، بل في المجتمع كله.
الإعلام الرياضي، وهو المستهدف الأول في الحملة الهادفة إلى محاربة التعصب، التي بدأت قبل أيام، وشُكِّلت لها لجنة من جهات عدة، في مقدمتها الهيئة العامة للرياضة، ووزارتا الإعلام والداخلية، لا شك أنه يتحمل جزءا من المسؤولية عن حالة الانفلات في الوسط الرياضي، ولكنه وللأمانة لا يتحمل كل شيء عن تلك الظاهرة المتنامية عاما إثر عام.
أزعم أن رؤساء الأندية يتحملون جزءا كبيرا من حالة التعصب في الوسط الرياضي، وبخاصة الفاشلون منهم، من خلال تحميل فشلهم لأطراف أخرى كالحكام واللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم وغيرهما، واستثارة جماهير أنديتهم تجاه تلك اللجان، وتحميلها الخسائر التي تمنى بها في كل موسم رياضي.
قد يقول قائل: ولكن هؤلاء الرؤساء يتلقون العقوبات المالية عند التصريحات المتعصبة والمتشنجة! بالطبع هذا صحيح، ولكن السؤال الأهم: هل تردع تلك العقوبات والغرامات المالية..؟ لا شك أنها غير رادعة متى ما علمنا أن جُل رؤساء الأندية من الأثرياء الذين لا تشكل لهم تلك الغرامات أي هاجس.
نحن بحاجة إلى ضرب هامة التعصب، وملاحقة المتعصبين، وألا نكتفي بملاحقة الصحافيين، بل يجب أن نلاحق رؤساء الأندية وشرفييها أيضا، وكل أعضاء مجالس إداراتها، وألا نكتفي بالعقوبات والغرامات المالية التي تسنها لجنة الانضباط، نحتاج إلى قرارات أكبر وأكثر ردعا، ومنها الإعفاء والإبعاد عن الوسط الرياضي، فالتهجم على الآخرين من حكام وأعضاء لجان، والدخول في ذممهم، من أشد حالات التعصب التي تثير الجماهير الرياضية، وتتسبب في احتقانهم وانفلاتهم، والأحداث الماضية حبلى بالأمثلة، فما يحدثه تصريح واحد من رئيس ناد يعد أكثر إثارة للتعصب مما تكتبه وتبثه الصحف والبرامج الرياضية مجتمعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي