سواد حبرها شفاء
مع تطور العصر وإيقاع الحياة السريع كثرت الأمراض وتداخلت، واشتد اللهاث للبحث عن علاج يريح أجسادنا المرهقة وعقولنا المتعبة ويخفف من وطأة الأمراض المزمنة والآلام التي تتدرج من وخزات إلى ألم مبرح لا يكاد يخلو منها جسد ولا ندري لها سببا!
يظهر لنا في كل يوم علاج ومعالج وعشبة شافية لكل مرض، وحبة جلست عشرات السنين لترى النور ليأتي جاهل أو نصف متعلم يحذر من ضررها ويحلف لك عن وجود حل لمرضك في ذيل سحلية من جزر الواق واق! فيقع الناس والمرضى في حيرة من أمرهم أين يولون وجوههم؟!
وحتى العلماء والباحثون لم يدخروا وسعا لإيجاد الحل ولكنه حل مبني على أسس علمية فخرجوا لنا بدواء لن يكلفك كثيرا وفي الوقت نفسه سيسهم في علاجك. هذا العلاج السحري موجود في كل بيت، وكل ما تحتاج إليه أن تنفض الغبار عنه وتحمله برفق بين يديك وتستجمع قواك وتستحضر عقلك، ثم تبدأ بالإبحار بين دفتيه متنقلا بنظرك فوق حروفه لتنقل شيئا من روعته إلى أعماقك، إلى كل خلية في جسدك لتدب الحياة فيها فتعود إليك معافاة!
الشفاء يكمن في القراءة، فإضافة إلى كل فوائد القراءة الفكرية والذهنية وتأثيرها في الفرد وسلوكه كشف أكثر من سبع دراسات علمية أجريت على نطاق واسع في كل من أمريكا وكندا وبريطانيا أن للقراءة فوائد صحية قد لا تخطر لك على بال!
حيث وجد الباحثون في جامعة بيل الأمريكية أن البالغين الذين يقرأون لمدة تزيد على ثلاث ساعات ونصف الساعة أسبوعيا كانوا أقل عرضة للوفاة نتيجة الأمراض العصبية بنسبة 23 في المائة، وأرجعوا السبب إلى أن القراءة تزيد من التواصل بين خلايا الدماغ!
وفي جامعة ساكس البريطانية توصلوا إلى أن القراءة تقلل من الإجهاد والضغط النفسي المسبب الرئيس لأكثر من 60 في المائة من الأمراض التي تصيب الإنسان وأهمها الجلطة الدماغية والسكتة القلبية المسببة للوفاة بنسبة تفوق الاستماع للموسيقى أو الذهاب في نزهة سيرا على الأقدام!
أما في جامعة راش الأمريكية فتوصلوا إلى أن القراءة قد تكون الحل السحري في منع التدهور المعرفي والإدراك المصاحب لمرض الزهايمر والخرف!
وبينما تؤثر القراءة عن طريق الهاتف الجوال في نومك العميق بسبب ضوء الأجهزة الذكية وجد الباحثون في "مايو كلينك" أن القراءة من الكتب تحسن نوعية النوم بتسهيلها عملية الانتقال بين النعاس واليقظة!
وآخر دراسة أثبتت أن القراءة علاج للألم المزمن للملايين من البشر حول العالم ، سواء قرأت منفردا أو مع جماعة فإن دماغك يرسل إشارات جديدة خالية من الألم!