رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المعلومة الصحيحة أساس التخطيط السليم

تمثل المعلومة في نوعها، ومقدارها، وصحتها أساسا من الأسس الضرورية في عملية التنمية في أي مجتمع من المجتمعات، وقد أدرك كثير من المجتمعات أهمية المعلومات، وأسست إدارات، وأجهزة تعنى بالمعلومة، ومراكز أبحاث، بل إن الأجهزة المتعددة في الدولة توجد فيها إدارات إحصاء تعنى بجمع المعلومات وتحليلها، خاصة ما له علاقة بأنشطة الإدارة، أو الوزارة، كما قد يوجد جهاز مركزي في الوطن مهمته جمع البيانات من الجهات المختلفة، إضافة إلى البيانات التي قد لا تتوافر لدى الجهات الأخرى وتكون ذات طابع عام.
المملكة كغيرها عنيت بتوفير البيانات، والمعلومات، وأوجدت الإدارات المتخصصة، كالمركز الوطني للمعلومات التابع لوزارة الداخلية، وإدارة الإحصاء التابعة لوزارة التخطيط والاقتصاد، كما أن الوزارات، وأجهزة الدولة الأخرى فيها أقسام مهمتها جمع البيانات من مصادرها المختلفة، وتحليلها بصورة بيانات إحصائية، وجداول، ورسومات بيانية توضح التطور والتغير الذي طرأ على الخدمات التي تقدمها. كما أن جامعات العالم أوجدت أقسام نظم المعلومات لإيجاد الكوادر المتخصصة التي تسهم في حفظ المعلومة، واسترجاعها متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، حيث وفرت الوقت، والجهد على العاملين، ويسرت استرجاع المعلومة، لكن يلاحظ أن تعطل التقنية لأي سبب يحدث إرباكا لا حدود له، وزحاما، وقد لمست هذا الأمر في عدة إدارات، وتهون المسألة لو كان العطل مؤقتا، إلا أن المشكلة تتفاقم في حال استمرارها لفترة أطول، ولذا أعتقد أن الحل يتمثل في إيجاد نظام رديف يدرب عليه العاملون لتسهيل أمور الناس، والحيلولة دون الزحام، وإضاعة الوقت على الناس، وتعطل المصالح.
تعطل النظام أصبح حجة بعض الموظفين، الذين لا يرغبون في إنجاز مهمات الناس، وكل ما يرد به الموظف الذي تراجعه في معاملة أن النظام معطل، تعال غدا، لعل النظام قد عاد، وتفاجأ، لو سألت موظفا آخر أن النظام غير معطل كما يدعي الموظف الأول.
ما سبق يؤكد قيمة المعلومة، حتى لو كانت رقم معاملة، أو معلومة إحصائية بشأن عدد المعلمين، أو المدارس، أو الطلاب في بلد، أو عدد الجرائم، أو السجون، والمساجين. المعلومات الإحصائية، كهذه لها قيمتها في التخطيط وتوفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة، بهدف توفير الخدمة بصورتها الجيدة، فمعرفة عدد المواليد في السنة يفترض أن يؤسس على هذه المعلومة الخطط المستقبلية، من حيث المدارس الواجب استحداثها، وعدد المعلمين الواجب تأهيلهم، ليس فقط العدد، بل التوزيع الجغرافي، حسب نمو كل منطقة، بدلا من التركيز على مدينة أو منطقة وإهمال أخرى.
عدم توافر المعلومة الصحيحة يحدث خللا تصعب معالجته فيما بعد، وأبرز مثال على ذلك نمو بعض المدن سكانيا نتيجة الهجرة من المناطق الأخرى، وهذا ما حدث لمدينة الرياض التي كانت بلدة وادعة يقطنها آلاف، وما لبثت أن أصبح سكانها يناهزون سبعة ملايين، مع ما يعنيه ذلك من إرهاق مالي وجهد كبير، لجميع الجهات المعنية بتقديم الخدمات كالكهرباء، والماء، والنظافة، وحفظ الأمن، والخدمات الصحية.
مدينة القاهرة، مثال آخر على عدم توظيف المعلومة من أجل التخطيط السليم، ونظرا لما حدث من تكدس سكاني فيها ظهر كثير من المشكلات الاجتماعية والأمنية إذ ينتشر الأطفال المشردون الذين يتخذون من الشوارع مأوى لهم بالملايين، مع ما يعنيه ذلك من مشكلات سلوكية وأخلاقية كالسرقة، والقتل، ومضايقة المارة، وتعطيل حركة السير، كما أن المساكن العشوائية أصبحت سبة وبثورا تشوه المدينة وتؤرق المسؤولين المخلصين.
المعلومة يمكن تصنيفها إلى نوعين معلومة بسيطة تستخدم في التعاملات والحياة اليومية، وكونها بسيطة لا يعني أنها غير مهمة، بل مهمة، وأساسية لعلاقتها بشؤون الناس وحوائجهم. أما النوع الثاني من المعلومة فهو المعلومات ذات القيمة الاستراتيجية التي قد تكون مشتقة ومستندة إلى المعلومات البسيطة، وهذه المعلومة تفيد في رسم السياسات الاجتماعية العامة في الاقتصاد، والتربية، والصحة، وجميع مجالات التنمية التي تستخدم لرسم المنظور العام الذي يمتد لسنوات، إن لم يكن عقودا. وأبرز مثال على هذا النوع من المعلومة الإحصاء السكاني الذي ينفذ في المملكة، فالمعلومات تفيد المسؤولين لرسم الخطط التنموية خاصة إذا كانت المعلومات التي يدلي بها الناس للقائمين على الإحصاء صحيحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي