مجرد 11 %

الجميع استشعر خطر وضرر موجة الغبار التي اجتاحت كثيرا من مناطق المملكة بداية الأسبوع الجاري، فالأرصاد والدفاع المدني يدعوان إلى توخي الحذر، والمستشفيات عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالمكوث في المنازل وعدم مغادرتها إلا في حال الضرورة القصوى، وبعض إدارات التعليم في السعودية علقت الدراسة تجاوبا مع تلك التحذيرات وخوفا من خطر قد يصيب الأطفال من الطلاب ــــ لا سمح الله ــــ جراء موجة الغبار.
الجهة الوحيدة ــــ على حد علمي ــــ التي لم تستشعر الخطر ولم تلتفت له رغم مسؤوليتها عن مئات الآلاف من الطلاب هي إدارة التعليم في منطقة الرياض، فلم تتجاوب مع كل التحذيرات ولم تلتفت لكل المطالبات، وكانت النتيجة هروع سيارات الإسعاف صباح أمس الأول الإثنين إلى مدارس في الرياض لإنقاذ وإسعاف بعض طلابها بعد أن تعرضوا للاختناق داخل الفصول جراء الغبار، وإخلاء بعض المدارس بعد الطلب من أولياء الأمور إخراج أبنائهم من المدارس قبل انتهاء فترة الدوام الرسمي.
لا أعلم سر هذا التعنت واللا مبالاة التي قابلت بها إدارة التعليم في الرياض كل تلك التحذيرات فالأمر لا يقبل التردد، فصحة الطلاب أهم من التحصيل العلمي وحياتهم أهم بألف مرة من يوم دراسي يمكن أن يعوض بسهولة، لا أعلم سر الإصرار على توجيه الطلاب إلى مدارس غير مهيأة لمجابهة موجة الغبار وفي ظروف جوية صعبة تؤثر في الكبار قبل الصغار.
قد يقول قائل "لِمَ لم يتخذ ولي أمر الطالب قرار التعليق بنفسه، وأن يمنع أبناءه الذهاب إلى المدرسة في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة، التي رأينا أثرها عبر مقاطع متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، وألا ينتظر من وزارة التعليم وإدارة التعليم في العاصمة الرياض أن تبادرا بالحفاظ على صحة أبنائنا، وأن يكون القرار قرار الأسرة في المقام الأول؟"، لا شك أن القائل محق، ولكن أولياء الأمور وقعوا في مأزق، فالأيام الحالية فترة اختبارات شهرية مهمة، والتأجيل قد تقبل به مدرسة وترفضه أخرى.
مدير تعليم منطقة الرياض رد على كل الانتقادات بطامة أكبر عندما قال في تصريحات إعلامية "يوجد لدينا مليون طالب، ولا يمكن أن نعلق الدراسة لأن 11 في المائة منهم مصابون بمرض الربو وأمراض أخرى في الجهاز التنفسي"، لا أدري لِمَ التقليل من النسبة التي ذكرها، أو أنه لا يعلم ما تمثله من عدد ضخم بين الطلاب.. فالـ 11 في المائة عددهم يفوق 110 آلاف طالب، فهل هذا العدد الهائل رقم بسيط لا يستحق الاهتمام؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي