رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


معركة بالدراجات النارية في كورنيش جدة

في الأسبوع الماضي شهدت منطقة كورنيش جدة معركة مؤسفة بالدبابات "الموتوسكلات" قام بها مجموعة من الخارجين على القانون ضد رجال الشرطة الذين كانوا يؤدون عملهم في إرساء الأمن والسلامة لأهالي المنطقة التي هيأتها الحكومة من أجل أن يتمتع المواطنون والمقيمون فيها بقضاء وقت للراحة والنزهة.
والواقع إن معركة الدبابات التي تداولت أخبارها شبكات التواصل الاجتماعي انتشرت بين الناس بشكل سريع وعاجل، واستقبلها كل الناس بالاستنكار والرفض، وطالبوا الحكومة بوضع حد للاستهتار بأنظمة الأمن والسلامة.
ولعلها مناسبة أن أرفع القبعة للسيدة المحترمة التي تابعت من منزلها الحدث وصورت تفاصيله ثم أبلغت الشرطة وأهابت بهم التحرك العاجل لنجدة إخوانهم من اعتداءات صبيانية غير مسؤولة.
ما حدث في الكورنيش الأسبوع الماضي يستدعي أن نقف عنده ونحلل تفاصيله، لأنه لم يكن مجرد عصيان وتجرؤ على رجال الأمن، وإنما هم مجموعة من الشباب النزق الخارج على القانون تقدموا للمواجهة مع رجال الأمن واستطاعوا أن يغدروا بأحد رجال الأمن.
والقصة أن رجال الأمن طلبوا بأسلوب حضاري من الشباب المترجل للدبابات أن يحترموا القانون وألا ينشروا الفوضى بين زوار الكورنيش، ولكن كان الرد من مترجلي الدبابات على توجيهات رجال الأمن صلفا وشرسا، بل تمادى مترجلو الدبابات في اللعب فوق أرصفة المشاة والسير في الاتجاه المعاكس المخالف لقانون السير، ما شكل خطورة على سلامة المبتهجين بالكورنيش.
الأمن في السعودية هو العنوان الجميل لحياة اجتماعية مستقرة وهادئة، وإذا ما خدش الأمن، فإن أشياء كثيرة ستسقط، ولذلك فإن حكومتنا الرشيدة تعطي الأمن أهمية بالغة في برامجها لتحقيق الرخاء والاستقرار والتنمية المستدامة، انطلاقا من أنه لا تنمية بدون أمن واستقرار.
والواقع أن كفاءة رجال الشرطة مكنتهم خلال 24 ساعة من القبض على المتورطين السبعة في جريمة دبابات الكورنيش، وثبت أن المتورطين من جنسيات مختلفة منهم سعودي صديق ماجد صديق الرشيدي 18 عاما، وحسين محمد عبدالكريم تشادي 25 عاما، وحسن علي موسى تشادي، وهارون آدم كوبر نيجيري، ويعقوب أحمد عبدالفتاح يمني 28 عاما، ووجدي ناصر باصبرين يمني 24 عاما، وأكرم طاهر تشادي 19 عاما.
وهذا التشكيل يوضح أنهم مجموعة من الشباب النزق غير المسؤول، لاسيما أن أكثرهم من مخالفي نظام الإقامة الذين يستحقون العقوبة الرادعة على الجريمة النكراء التي ارتكبوها ضد رجال الأمن البواسل الذين كانوا يقومون بأعمال حماية الأهالي والمقيمين وتأمين أمنهم وأمانهم.
ولكن ما يجب أن نشير إليه هو أن الشرطة باشرت -فور صدور أمر أمير مكة المكرمة- وضع خطة القبض على المتهورين، حيث لاحقتهم في منطقة النزلة الواقعة في جنوبي شرقي جدة، وتمكنت -في وقت مثالي- من القبض على المجموعة الواحد تلو الآخر، بل إن أحدهم تم القبض عليه في مكة المكرمة، إضافة إلى أن الشرطة شكلت فريقا للوصول إلى المحال التي تؤجر هذه الدراجات للتأكد من تطبيق الأنظمة ومراعاة حسن الاستخدام.
وبعد القبض على المستهترين من الشباب المخالف للأنظمة والقوانين قامت الشرطة بمصادرة نحو 159 دراجة نارية كانت تعمل بطريقة غير نظامية، وتنطلق من العشوائيات لتتسكع في شمالي جدة، وبالذات في منطقة الكورنيش التي يرتادها النساء والأطفال والشباب لقضاء وقت للنزهة والراحة.
إن تأمين منطقة الكورنيش من الفوضى والتطاول مهمة ضرورية لزوار الكورنيش، وإلا لن تكون نزهة وفسحة لحشد كبير من العائلات والأطفال والشباب.
والطبيعي أن الشارع يجب أن يحترم تعاليم رجال الأمن، لا أن يرفضها ويتمادى في تحديها، ولكن مجموعة الدبابات تمادت في رفضها لتعليمات رجال الأمن، بل أكثر من هذا باشروا مجابهة غير محسوبة وجريئة باستخدام الدبابات في الهجوم المعاكس على رجال الأمن وغدروا بهم.
الحادث الآثم لا يجب السكوت عليه، لأنه لامس الخطوط الحمراء لأمن الناس والأسر والعائلات.
لقد أحسن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة صنعا حينما أمر الشرطة بضرورة إحضار كل الخارجين على القانون، وخيرا عمل رجال الأمن البواسل حينما وضعوا خطة عاجلة جاءت بكل الخارجين على القانون لتبدأ الحكومة في التحقيق ثم المحاكمة، وبعد ذلك يأخذ الجناة ما يستحقون من عقاب حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر، والحادثة التي نشرت القلق بين الناس تستدعي الإعلان عن نتائج التحقيقات كاملة حتى يدرك الناس أن عين الحكومة لن تغفل عن أمنها وأمن المواطنين والمقيمين.
المؤسف أن هذا الحادث يقع وهيئة الترفيه قد بدأت برامجها وحفلاتها لنشر السعادة والبهجة بين الناس من خلال مجموعة من الحفلات والبرامج المشروعة.
ولذلك فإن الظروف التي وقع فيها هذا الحادث تستدعي ضرورة وضع حد لهذا الاستهتار.
ولعلها مناسبة أعود إلى المقولة التي كان يرددها الأمير نايف بن عبدالعزيز - يرحمه الله -: إن المواطن هو رجل أمن أيضا، ولذلك كان وقوف السيدة المحترمة التي التقطت الصور وأرسلتها إلى المسؤولين موقفا رجوليا وبطوليا، كما أن موقف الممرض الذي كان يمر من المنطقة وراعه المنظر فباشر إسعاف المصابين من رجال الشرطة كان موقفا يسجل للأخت والأخ الكريمين، ولذلك أطالب كل مواطن ومقيم أن يتمسك بشعار "السعودية بلد الأمن والأمان".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي