رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ساعة ونصف في محال الاتصالات

زرت محال الاتصالات بعد السعودة كثيرا، ولكن أكثرها عمقا وتجولا ما حدث الأسبوع الماضي، ففي الزيارات السابقة كانت التجربة سريعة وعلى عجل ولا تتجاوز زيارة محل واحد لإصلاح عطل في الهاتف أو البحث عن "إكسسوار" كلواصق الحماية للأجهزة وغيرها، لكن الأسبوع الماضي تعمدت زيارة أكثر من محل والتجول ومقابلة سعوديين كثر يعملون في تلك المحال موظفين أو مستثمرين، وللأمانة خرجت بانطباع جميل عن قدرة شبابنا السعوديين على مقابلة الجمهور والتسويق لبضاعتهم وشدني أكثر قدراتهم الفنية والمعرفية العميقة بكل ما يتعلق بالجوالات سواء في الصيانة أو البرمجيات.
شباب صغار في السن على قدر عال من المعرفة، تشعر وأنت تتعامل معهم برغبتهم العالية في العمل، وكسب الرزق الحلال بمهنية مرتفعة، حتى في مظهرهم كانت العناية كبيرة، الابتسامة لا تفارق وجوههم، ولديهم قدرة عجيبة على التعامل مع الجمهور بكل تصنيفاتهم، حتى "العصبي" يجد منهم القبول والقدرة على امتصاص عصبيته.
أمضيت أكثر من ساعة ونصف وأنا أتجول من محل إلى آخر لإصلاح عطل في الجوال، والبحث عن لواصق، شدني أكثر اهتمامهم ببعض، والترويج لبعض، ومساعدتهم للآخرين من زملائهم، عندما تسأل عن منتج معين من "الإكسسوارات"، لا يكتفون بعرض بضاعتهم، بل ينصحونك أكثر عندما يقولون "في المحل المجاور، هناك منتج أفضل"، وهو أمر كنا نفتقده إبان سيطرة العمالة الأجنبية على تلك المحال والانتهازية التي كان يتم التعامل بها.
لا شك أن كل منتقد لبرنامج سعودة قطاع الاتصالات، وكل من كان يتخوف من إحلال المواطن محل الأجنبي، ستتبدد مخاوفهم مع أول زيارة للقطاع بعد توطينه، لا شك أن التجربة الميدانية خير برهان وتغنيك عن قراءة التصاريح والتقارير، فنجاح تجربة التوطين ماثلة على أرض الواقع ويكفيك لإعلان نجاحها زيارة واحدة لا أكثر.
شبابنا ورغم صغر أعمارهم وتجربتهم الوليدة في القطاع، أثبتوا قدرتهم على المعرفة وتطوير الذات، وكان الإحلال سلسا والتجربة ناجحة لأن السعوديين المنخرطين في العمل كانت لديهم الرغبة القوية، ولم يكتفوا بالرغبة فقط بل تسلحوا بالدورات والمعرفة قبل الإحلال، ما مكنهم من إنجاح التجربة التي ستسهم في الإقدام بقوة في توطين أكثر من قطاع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي