جهلة ومتعصبون
عندما تم إيقاف نواف العابد لاعب الهلال والمنتخب السعودي من قبل لجنة الانضباط، شن بعض الإعلاميين الرياضيين هجوما كبيرا على اتحاد كرة القدم أو ما يحلو لهم تسميته بـ"اتحاد عزت"، وقالوا إنه ضد الهلال ونجومه وما إلى ذلك من التهم التي ترمى جزافا، وفي المقابل عندما ألغت لجنة الاستئناف قرار الانضباط بإيقاف العابد وتغريمه، شن بعض آخر هجوما على الاتحاد نفسه ورئيسه وأنه يحابي الهلال، وجامله وألغى الإيقاف.
قضية الإيقاف والعقوبات من قبل لجنة الانضباط تصدر في كل دول العالم، وأمر طبيعي أن تخالفها قرارات لجنة الاستئناف أو أن تصادق عليها، الغريب في كل ما حدث أن التهم التي وجهت للاتحاد الجديد، لم يكن له أي علاقة بها، فلم يكن مسؤولا عن القرار الأول بالإيقاف أو الثاني بالإلغاء، فلجنتا الانضباط والاستئناف لجنتان قضائيتان مستقلتان لا يمكن أن يتدخل في عملهما أحد، بل يمكن للجنة الانضباط أن توقف وتغرم عادل عزت رئيس الاتحاد في حال صدور أمر منه ترى أنه يستوجب العقوبة.
السؤال المهم: ما الذي دفع الفريقين المتناحرين من الإعلاميين إلى رمي التهم على الاتحاد ورئيسه في أمر لا علاقة لهم به، هل هو الجهل أم الترصد للاتحاد الجديد وكل أعضائه ومحاولة إيهام الشارع الرياضي أنه وجد من أجل خدمة فريق أو الإضرار بفريق آخر.
لا شك أن هناك من ينتسب للإعلام الرياضي وهو يجهل أنظمته وقوانينه، بل لا يعلم عن الكرة إلا شكلها الدائري، ونظامه في النقد "مع الخيل يا شقراء"، ويبحث عن الموجة الأعلى ليركبها ويجني منها الثمار أيا كانت، والبعض الآخر يعلم عن القوانين والأنظمة ولا يجهلها، ولكنه لدوافع شخصية لا يمكن أن يقرها ويعترف بها، وتراه يتجاوزها ويبدأ في سن سيوف النقد، والبحث عن تأليب الشارع الرياضي على الاتحاد الجديد ولجانه، فهو يرى أن السعي إلى إقناع الرياضيين بمحاباة الفرق الأخرى وظلم فريقه جزء من صميم عمله في الإعلام الرياضي.
ما أود قوله هي نصيحة للاتحاد الجديد ولجانه، هؤلاء الجهلة والمتعصبين من الإعلاميين الرياضيين لا يمكن أن يكونوا معول بناء في مسيرة الرياضة في البلد، ولا يمكن أن يكونوا أداة تطوير، فالتجاوب مع ضغوطهم وحيلهم وتأجيجهم الجماهير لا يمكن أن يصنع اتحادا قويا أو رياضة متطورة، لا تلقوا لهم بالا ولا تستمعوا لما يقولون، ركزوا على العمل، فالجماهير الرياضية تأمل أن تكونوا سببا في نهوض الكرة السعودية من كبوتها.