جازان .. بوصلة محبة
صوب جازان، حملتنا أجنحة الخطوط السعودية البارحة الأولى، بدعوة من "أرامكو"، لزيارة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والتعرف على المشاريع الأخرى.
صبيحة أمس الثلاثاء أعطت الجولة التي هيأتها "أرامكو" فرصة للحصول على دفعة إيجابية حقيقية، من خلال تأمل تحقق حلم بدأت نواته الأولى عام 1427هـ إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - للمنطقة. كانت الزيارة لمصافحة جازان المستقبل، باعتبارها تتهيأ لتغدو نافذة المملكة بل قارة آسيا صوب إفريقيا.
المنطقة تتجه إلى تغيير إيجابي شامل يحقق مزيدا من النماء والرفاهية للمجتمع. استمعنا لعدد من المسؤولين في "أرامكو" إلى أحاديث شائقة عن المدينة التي تستوعب نحو 150 ألف نسمة. حركة بناء مستمرة. التقينا سواعد وطنية تدير هذا النسيج الواعد.
لا تستوعب هذه المقالة التفاصيل التي شملتها الجولة. الميناء هناك يستوعب في مرحلته الأولى ثلاثة ملايين حاوية ستقفز عند الانتهاء إلى خمسة ملايين حاوية. المصفاة ستنتج 20 في المائة من مجمل المنتجات المكررة في المملكة.
يقول المسؤولين في "أرامكو" إن التوجيه بإنشاء نواة صناعية تطويرية مهمة، فتح فضاءات صوب رؤية استراتيجية أفضت إلى وجود تلك المشروعات التي يأتي من ضمنها المصفاة ومعمل التغويز (التحويل إلى غاز) ومعمل الطاقة.
هناك ثلاثة مشاريع استثمارية تعمل عليها "أرامكو" في جازان: مصفاة جازان ـــ محطة إنتاج الكهرباء المزدوجة - مدينة جازان الاقتصادية.
تشمل المدينة الاقتصادية الميناء الصناعي والتجاري ويضم فرضه للمنتجات البترولية، رصيفا صناعيا للمواد السائلة، ورصيفا تجاريا. هذه مجرد لقطات سريعة من مشروعات اقتصادية ضخمة. مدينة جازان الاقتصادية ستنشأ على مساحة 106 كيلومترات قابلة للزيادة. الجزء الذي تعمل عليه "أرامكو" حاليا لا يتجاوز 15 في المائة.
محصلة كل ذلك رفع معدلات التوظيف لأبناء المنطقة والمناطق الأخرى.
قررت "أرامكو" اختيار المهندسين العاملين فيها من خريجي جامعة جازان وأدخلتهم برنامجا تدريبيا تأهيليا لمدة عامين، كما أسهمت في تطوير مناهج التدريس في الجامعة لتواكب احتياجات التوظيف.
لا يمكن هنا تجاوز الإسهامات المجتمعية ومن ذلك شاطئ بيش: الذي يبلغ طوله 1700 متر يحتوي على مرفأ للصيد ومناطق ترفيهية وملاعب ومسجد وأماكن للجلوس.
في مدينة جازان الاقتصادية هناك إنجازات حقيقية، والصورة المتوقعة أن تضاهي أو تتجاوز الجبيل وينبع الصناعيتين. هناك حلم وهناك سواعد تحيل الحلم إلى حقيقة.