رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أطفال.. لكن

في صالة عرض للابتكارات والاختراعات في مدينة سان دييجو، وقف الآباء والدهشة تعلو وجوههم من تنوع الابتكارات وكمية الأفكار الذكية التي أنتجتها عقول وأنامل أطفال لم يبلغوا الحلم بعد، في صالة عرض ليست ككل الصالات.. إنها خاصة بإبداعات الأطفال دون الثانية عشرة واختراعاتهم!
يقول نيكولاس فرانكو فيتش منشئ المعرض القومي للمخترعين الأمريكيين الصغار: هناك اهتمام عالمي بالمخترعين في العالم عامة وفي أمريكا خاصة، في محاولة للتخلص من السيطرة الصينية، إذا لم يكن صناعيا، فعلى الأقل التفوق في مجال الابتكارات!
الأطفال أكثر إبداعا وفكرهم حر خلاق نظرا لقلة معرفتهم، فهذا الطفل ديفيد هاتفيلد يجلس خلف منصته عارضا اختراع (الكاب المبرد)، مهمته تبريد الرأس في الأيام شديدة الحرارة، وما دفع ديفيد لاختراعه هذا، شعوره بالحرارة الشديدة عندما يلعب أو يجري في الجو الحار.
وقد فازت سبنسر ماكفاي الطالبة في الصف الثاني الابتدائي، التي تعد واحدة من أصغر المخترعات الأمريكيات بالجائزة الأولى عن اختراعها ماكينة لإطعام الطيور، ولإخفاء مفاتيح المنزل في الوقت ذاته!!
وسبقهم في ذلك أطفال أمدونا باختراعات ما زالت تستخدم حتى اليوم، وكانت سببا في تغيير التاريخ، قد تندهش إذا علمت أنها من ابتكار أطفال! فمثلا الآلة الحاسبة اخترعها بليز باسكال، وهو في سن المراهقة، بنى منها 20 آلة و50 نموذجا على مدار سنوات لترى النور فعليا وعمره 29 سنة!
طريقة برايل للمكفوفين قد لا تعلم أن مخترعها لويس برايل ابتكرها وعمره 15 عاما، الذي أصيب بالعمى وعمره لم يتجاوز الثالثة؛ بسبب آلة حادة دخلت عينه، فسببت له التهابات فقد بصره على إثرها، استمد برايل فكرة ابتكاره عندما زار الجيش ورآهم كيف يتبادلون المعلومات في ظلمة الليل بواسطة طريقة بسيطة ابتكرها تشارلز باربيير قائد الجيش الفرنسي!!
وبما أن الحاجة أم الاختراع فقد ابتكر الطفل القادم من البلدان النامية طريقة للمحافظة على برودة اللقاحات والأمصال دون الحاجة إلى ماء أو كهرباء لشحها في منطقته وصعوبة وصول اللقاحات إليها سليمة، ما يسبب انتشار الأمراض وخصوصا المعدية.
وخوف فتى لم يتجاوز السابعة عشرة على جده، الذي كان كثير التجوال في الليل، جعله يبتكر تطبيقا للهواتف الذكية يخبر الأسر عن الشخص منذ نزوله من السرير ويقوم برصد تحركاته!!
وهناك الكثير والكثير من الأفكار التي أطلقها أصحابها وبعضها ظلت حبيسة في أدمغة أصحابها لأنهم لم يجدوا من يسمعهم، فضلا عن أن يشجعهم لإطلاقها للنور. افتحوا النوافذ لأطفالكم، واتركوهم ينسجون من أشعة الشمس أملا لغد أكثر إشراقا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي