في زمن الانغلاق الثقافي .. ريادة سعودية تربط الشرق بالغرب والحاضر بالمستقبل

في زمن الانغلاق الثقافي .. ريادة سعودية تربط الشرق بالغرب والحاضر بالمستقبل

انطلاقا من مرتكزات "رؤية السعودية 2030" الثلاثة: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الرائدة، إضافة إلى موقع البلاد المحوري الرابط بين قارات العالم. تأتي الجولات النشطة من لدن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شرقا وغربا، لتؤكد ثقافيا وإنسانيا رؤى حكيمة تسعى نحو تمكين الاعتدال ورأب الصدع العالمي والتشظي الإقليمي. ولتحمل معها لشعوب المنطقة والعالم بشرى الاستثمارات والتحالفات الواعدة دوليا، في وقت ما فتئت فيه بعض الأنظمة والدول تدعو إلى إعلاء الهويات الطائفية والقومية من خلال ردة ثقافية رجعية تدعو للتقوقع بشعارات بائدة، لم تسلم منها حتى الدول المحسوبة على دول العالم الأول، داعية إلى الانغلاق على الذات والأعراق والأوطان.

محترفو السياسة
فيما قوبلت هذه الزيارات من قبل الدول المستضيفة بكثير من الترحاب الشعبي والرسمي، المدرك لطبيعة الملك الزائر وما قدمه على المستويين السياسي والثقافي. فكانت الشهادات الفخرية العليا تعبيرا من قبل الجامعات المانحة والمستقلة لما يمثله الملك سلمان علميا وثقافيا من قيمة وعطاء سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أدبيا وتاريخيا أم على المستوى العام لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل ديني وحضاري مشهود. كما كان التأكيد المستمر من قبل خادم الحرمين في كل محفل يقام بهذه المناسبة التكريمية متواصلا للحث على التمسك بقيم الوسطية والاعتدال مع التشديد دائما على أهمية البحث والتعليم لتجاوز الأزمة الحضارية التي تمر بها الأمة نحو مستقبل زاهر مفعم بالإبداع والابتكار.
يبين الفرنسي جان فرانسوا بايار في كتابه "أوهام الهوية": أن كلا من الهويتين الثقافية والسياسية، تكون في أحسن الحالات بناء ثقافيا أو سياسيا أو أيديولوجيا، أي بناء تاريخيا أصلا. فلا توجد هوية طبيعية تفرضها الأوضاع، إنما هناك "استراتيجيات للهوية" يتبعها بشكل رشيد محركون يمكن التعرف عليهم، ومنهم "محترفو السياسة".
والملك سلمان بجولاته السابقة، غربيا وعربيا، والحالية آسيويا، التي استهلها بزيارة الدولة الإسلامية الصديقة ماليزيا يمثل هذا "الاحتراف السياسي" إذ يقدم مثالا جيدا لسياستي "الاحتواء" الثقافي و"التكتل" الاقتصادي اللتين غابتا أو غيبتا عن المشهد الدبلوماسي الدولي لعقود، تحت وطأة الصراعات والمخاوف التي تحيط بالعالمين الشرقي والغربي. فليس من قبيل المصادفة المحضة أن تأتي هذه الزيارة كأول زيارة لملك سعودي بعد زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز في السبعينيات الميلادية. التي كان يروم الفيصل منها أيضا لم الشمل الإسلامي على كلمة سواء.

قيادة الأمة
ولعل حفاوة الترحيبين الرسمي والشعبي بزيارة الملك سلمان من قبل الدولة الماليزية ومثله الإندونيسية تبرز بكل وضوح مدى الثقل الحضاري الذي تمثله المملكة العربية السعودية وقياداتها لدى الشعوب الإسلامية وحكوماتها. وتعليقا على زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز قال نجيب عبدالرزاق رئيس وزراء ماليزيا إن زيارة الملك سلمان الرسمية لماليزيا تعزز "العلاقة الأخوية الماليزية ـــ السعودية التي توثقت مبنية على أساس الثقة والاحترام المتبادل".
وأضاف عبدالرزاق الذي انتشرت له صورة "سيلفي" مع الملك سلمان، بثها على حسابه الشخصي موثقا لهذه الزيارة، فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الماليزية (برناما) أن هذه العلاقة ستكون مثالا للعالم الإسلامي والدول الأخرى في العالم. موضحا: "نحن فخورون بهذه العلاقة لأن ماليزيا والسعودية تتعاونان بشكل وثيق في الحفاظ على الوئام وتوفير القيادة للأمة الإسلامية" كما أعرب عبدالرزاق عن سعادته إزاء اختيار الملك سلمان لماليزيا لتكون أول دولة إسلامية في هذه المنطقة يزورها، والأولى في جنوب شرق آسيا خاصة منذ اعتلائه العرش في السعودية، بحسب "برناما".
يذكر أنه منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم والعاصمة الرياض، بتوجيه من الملك وبمتابعة حثيثة من ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، شعلة نشطة من اللقاءات والفعاليات السياسية والثقافية فضلا عن الجولات الخارجية التي لا تتوقف في سباق مع الزمن، لصد الأخطار الأمنية المحدقة بالمنطقة، وتفعيلا لخطط الإصلاح الاقتصادي والثقافي.

الأكثر قراءة