رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جولة تاريخية للملك

جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الآسيوية التي بدأها قبل أيام لماليزيا وستعقبها زيارات مماثلة لإندونيسيا والصين واليابان وجزر المالديف وبروناي ويختتمها بالأردن تؤكد أن توجيه السعودية البوصلة إلى اتجاه واحد أصبح من الماضي، وأن الاستراتيجية الحديثة في عهد الملك سلمان تتجه لكل دول العالم لبناء علاقات استراتيجية وتفتح أفقا من التعاون السياسي والاقتصادي مع الجميع.
الجولة الحالية التي يجريها الملك سلمان لدول شرق آسيا، التي وصفها كثيرون بالتاريخية تأتي تعضيدا وتعزيزا للعلاقات مع تلك الدول ذات الاقتصادات التي تعد الأسرع نموا في العالم، وتسعى إلى تحويل العلاقات إلى شراكات استراتيجية تخدم "رؤية المملكة 2030" من خلال جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال وتسهم في تكوين علاقات أكثر شمولية مع تلك الدول، وتبدأ مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي خاصة في المجال التجاري والاقتصادي، والمنفعة المتبادلة خاصة أن السعودية تعد من الدول ذات المتانة الاقتصادية القوية والعضو المهم في مجموعة الـ 20 التي تستحوذ على أكثر من 95 في المائة من الاقتصاد العالمي.
السعودية بما ـــ حباها الله ــــ من مكانة في العالم الإسلامي، إضافة إلى ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم، تسعى دول العالم إلى تطوير علاقاتها معها والاستفادة من تجاربها وهي تمد يدها أيضا لتلك الدول على كل الأصعدة بما يخدم مصالحها وتطلعاتها في النهوض باقتصادها وتنويع مصادره وفق رؤيتها الطموحة التي أعلنت عنها أخيرا ولاقت إشادات واسعة من قبل كثير من قادة دول العالم.
علاقات السعودية مع الدول التي سيزورها الملك سلمان في جولته الآسيوية التاريخية ليست وليدة اللحظة بل هي ممتدة لعقود، ولكن الزيارة الحالية لا شك ستمنحها متانة أكثر وتعاونا أكبر، وستعززها بالشكل اللائق، وستجعل منها شراكة استراتيجية لا تتأثر بالمتغيرات ولا تهبط وتصعد وفق الأهواء.
الحفاوة الرسمية والشعبية التي قوبلت بها الجولة التاريخية للملك سلمان، التي شاهدناها في ماليزيا وعبر الصور المقبلة من إندونيسيا تؤكد مكانة السعودية في نفوس قادة تلك الدول وشعوبها، وتؤكد أيضا رغبتهم ولهفتهم لتعزيز علاقات بلدانهم مع المملكة قبلة المسلمين التي تتمتع بمكانة عالية على الصعيدين الإسلامي والعالمي، وستسهل المهمة التي قدم من أجلها الملك ألا وهي تنويع العلاقات الاستراتيجية مع كثير من دول العالم في مشارق الأرض ومغاربها وعدم توجيه البوصلة إلى اتجاه واحد بل لأكثر من اتجاه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي