الحصين.. بقدر ما تعطي ترزق

نذر عبدالله محمد إبراهيم الحصين نفسه لخدمة العمل الاجتماعي منذ يفاعته. فقد كان في الخامسة عشرة من عمره عندما تطوع للعمل مشرفا على توزيع مياه الصهاريج على منازل بلدته في المذنب بمنطقة القصيم، ومنذ ذلك اليوم أصبح العمل الخيري أسلوب حياته اليومية حتى ما بعد تقاعده من العمل في التعليم.
فعندما كبر وادخر مبلغا واشترى أرضا ليبني عليها بيت العمر سمع بحاجة إدارة التعليم في مسقط رأسه لأرض مناسبة لتبنى عليها مدرسة فتبرع بأرضه.
وما تقدم غيض من فيض، فهو مؤسس المكتبة العامة في المذنب، ومؤسس وعضو فاعل في معظم الجمعيات الخيرية في منطقته مثل جمعية البر الخيرية، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم، وجمعية خاصة لمساعدة الشباب على الزواج، كما أسهم في تأسيس جمعية لرعاية أكثر من 450 يتيما، وأخرى لرعاية الإعاقة، وعمل عضوا في جمعية لمكافحة التدخين، وأخرى لرعاية البيئة، وغيرها من الجمعيات ذات الطابع غير الربحي.
ووافق على شق طريق وسط مزرعته لإقامة أبراج الكهرباء عليها، كما اقترح نظاما لجمع الزكاة وتوزيعها على المحتاجين، عمل فيه بلا مقابل لمدة 28 سنة. تخيلوا نحو ثلاثة عقود من العمل المتواصل بلا أجر.
وفي غمرة انهماكه في أعماله الخيرية، نسي الحصين أمورا لا ينساها أحد. فهو لم يبن بيتا جديدا لنفسه، ولم ينتقل إلى السكن في حي راق رغم تحوله إلى أحد أبرز وجوه المجتمع في المذنب. فبقي يستقبل قاصديه في مجلسه البسيط في حارة "الحوطة" القديمة، حيث شارك على مدى أكثر من نصف قرن في صياغة تاريخ مدينته وجعل حياة الكثيرين فيها أفضل مما كانت عليه.
"وبقدر ما تعطي ترزق" فاز الحصين بالمركز الأول بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي عن فرع الأفراد المتميزين، وذلك في دورتها الرابعة للعام الجاري، وسيحصل على مبلغ سخي جدا وتكريم معنوي كبير في الحفل الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين.
تذكر يا صديقي، عندما تعطي بسخاء من قلبك لن يضيع أجرك لا في الدنيا ولا في الآخرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي