رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جهاز موحد للإنقاذ ومواجهة الكوارث

خلال الأيام الماضية شاهدنا مناظر مروعة لآثار الأمطار والسيول التي اجتاحت المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير. هذه التبعات والآثار تتكرر مع كل موسم، حيث نشاهد انقطاع الطرق، وفيضان الأودية، وغرق السيارات، والمنازل، واحتراق بعض المحطات وغيرها، والحقيقة أن جهاز "الدفاع المدني" يقوم بجهود مشكورة في الحد من هذه الكوارث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفق الإمكانات المتاحة لهم. ومن وجهة نظري أن "جهاز الدفاع المدني" يمكن تطويره بالشراكة أو الدمج مع جهات أخرى ليكون أكثر تأهيلا واحترافية في مواجهة الكوارث الطبيعية والبشرية.
ولعل أقرب خطط التطوير المستقبلية ما سبق اقتراحه في "مجلس الشورى" من دمج "هيئة الهلال الأحمر" مع "الدفاع المدني" لتكوين هيئة إنقاذ محترفة تستطيع التعامل مع مختلف المشكلات الطارئة.
هيئة الهلال الأحمر التي يبلغ عدد كوادرها حسب تقرير الهيئة المنشور لعام 2016م "5700" موظف يتوزعون على 384 مركزا إسعافيا، وهذا العدد يبدو غير كاف في ظل التوسع السكاني وارتفاع نسب الحوادث اليومية. وتذكر الهيئة في تقريرها أنها بحاجة إلى سبعة آلاف موظف إضافي، ما جعل مهامهم تقتصر فقط على الحالات الإسعافية، رغم أن مهام "هيئة الهلال الأحمر" حسب نظامها الأساسي تتمثل في الاستعداد والعمل في زمن السلم والحرب, وتقديم الخدمات الإسعافية الطبية, والاستعداد والاستجابة لحالات الكوارث, والمساهمة في تقديم الإغاثة السعودية, والمساهمة كذلك في تقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام, والعمل على تدريب أفراد المجتمع على الإسعافات الأولية وكيفية الاستجابة في حالة الكوارث, وتشجيع أفراد المجتمع على التطوع في نشاطات الهيئة.
كما تواجه الهيئة حسب تقريرها السنوي عزوفا عن العمل في بعض التخصصات وارتفاع نسبة التسرب الوظيفي وقلة الحوافز المالية وغيرها من العوائق.
أما "الدفاع المدني" فهو أفضل حالا من هيئة الهلال الأحمر ويقترب عدد منسوبيه من 20 ألف فرد يتوزعون على نحو 500 مركز في مناطق المملكة ويضم كوادر وقيادات متميزة أثبتت نجاحها في التعامل مع عدد من الحالات الطارئة في المواسم السابقة، إضافة إلى مهامه المتعددة في تنفيذ خطط السلامة والطوارئ في المؤسسات الحكومية والخاصة.
ويتضح من الإحصائيات المنشورة أن لدينا نحو 25 ألف فرد و800 مركز تقريبا يتبعون الجهتين يعملون في مواجهة الكوارث والحوادث الطارئة في مختلف مناطق المملكة.
في رأيي أن هذا ليس كافيا إذا ما قارناه بعدد السكان وحاجتنا إلى مهام أخرى تواكب مواجهة الطوارئ مثل التوعية والتدريب وغيرهما.
وإذا استعرضنا الهيكل الوظيفي لكل من الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر نجد كثيرا من المهام المتداخلة التي تتعلق بالتدريب والتوعية والتثقيف الصحي والمهني، وهو أمر ربما يشكل تداخلا وهدرا ماليا وبشريا يمكن تلافيه من خلال الهيكل المقترح لجهاز موحد للإنقاذ والكوارث يضم الجهتين ويعيد تشكيل مهامهما وتأهيل كوادرهما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي