السعادة والفساد
هدفنا في هذه الحياة أن نعيش سعداء ونطلب السعادة في الدارين، فما الذي يجعلنا سعداء هل هو المال أم وسائل الترفيه أم الصحة أم ماذا؟
في آخر تقرير عن أكثر الشعوب سعادة كانت النتائج صادمة فقد خلت المراتب العشر الأولى من الدول الأوروبية الكبرى ومن أمريكا والدول العربية رغم خفة دمنا وكثرة ضحكنا، كما خلت من الشعب الياباني والصيني والكوري الجنوبي والروسي!
وتصدرت الدنمارك قائمة أكثر دول العالم سعادة، وليست المرة الأولى التي توصف فيها الدنمارك بالسعادة فقد فازت بها ثلاث مرات من أصل أربع وفي الفترة من 2006 حتى 2008 كانت أسعد مكان في العالم، فما سبب سعادتهم؟
هناك عدة أسباب وليس سببا واحدا إذا علمنا أنها في عام 2009 كانت ثاني أقل الدول فسادا كما تعتبر من أقل الدول في معدلات الجريمة والقتل! إذا السبب الرئيسي هو الفساد الذي من دونه يصلح حال الأمم وينتعش اقتصادها. اقتصاد الدنمارك مختلط جعل منها أقل الدول بطالة وأعلاها أجورا، كما تميز المرأة العاملة هناك بما يقرب من 18 أسبوعا إجازة مدفوعة الأجر للأمهات، ويعمل الدنماركيون بشكل عام 33 ساعة أسبوعيا فقط، وهذا ما يتيح لهم المتسع من الوقت ليهتموا بأنفسهم وبعائلاتهم، ويحظى الدنماركيون بنظام رعاية صحية وتعليم مجاني هما الأفضل في العالم.
تأتي بعدها سويسرا ثم آيسلندا التي قد يستغرب البعض وجود بلد "مغمور" على الساحة الدولية وفي المرتبة الثالثة، ولكن الحقيقة أن آيسلندا أصبحت من أغنى دول العالم في السنوات الأخيرة، وأقلها في معدلات الجريمة رغم عدم وجود جيش دائم حتى أنك ترى البنوك تعمل دون حراسات أمنية، اقتصادها قائم على سوق حرة يزيد دخلك بزيادة نشاطك فتزيد الضريبة عليك والتي تصرفها الدولة في تحسين خدماتها لمواطنيها أي أن المواطن يعيش مرتاح البال يأخذ بقدر ما يعطي!!. وتحتل كندا المرتبة السادسة في التصنيف على الرغم من أن الأمريكتين حولها أغنى منها، إلا أن ما يميزها عن باقي الدول ويجعلها من أسعدهم تكيف شعبها مع التنوع الحضاري والثقافي والديني في بلدهم وبعدهم عن العنصرية حيث أصبحت نسبة السكان القادمين من الخارج تفوق عدد السكان الأصليين .
وبنظرة سريعة على الشعوب السعيدة نجد أن سعادتها تكمن في اتحادها وابتعادها عن العنصرية بجميع أشكالها المقيتة، يقول معدو التقرير إن السبب في 70 في المائة من الفروق بين الدول ستة عوامل، هي إجمالي الناتج المحلي للفرد، والدعم الاجتماعي، وأمد الحياة المتوقع، والحرية الاجتماعية، والسخاء، وغياب الفساد.