التصوير مسؤولية
تستمر وزارة الداخلية في حربها الفاضلة ضد الإرهاب والإرهابيين.
وتأتي عملية الإطاحة بأربع خلايا إرهابية في عدة مناطق، لتؤكد أن مواجهة الفئات الضالة مستمرة. وأهمية هذه العمليات الاستباقية، أنها تأتي لتدهم هذه الخلايا وتحد من خطرهم على الوطن والمواطن.
إن معركة المملكة ضد الإرهاب، تحظى بتقدير العالم أجمع، وليس جديدا القول إن هذه المداهمات الاستباقية محصلتها حماية المجتمع من عمليات يجري التحضير لها.
من المهم هنا التأكيد على ما ذكره اللواء منصور التركي المتحدث الأمني في وزارة الداخلية بعدم المسارعة إلى تصوير المداهمات والعمليات الأمنية، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما يترتب على مثل هذه الأمور من مخاطر على رجال الأمن، كما أنه قد يؤدي لهرب بعض المطلوبين في مواقع أخرى.
الحقيقة أن سهولة التصوير بقدر ما أعطتنا من مزايا، إلا أنها في الوقت نفسه حملت في ثناياها إرباكا في المفاهيم التي تتعلق بما يمكن تصويره وما لا يمكن تصويره.
وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية، لكنه يشمل الشؤون العامة الأخرى.
إن تصوير الآخرين، وتناقل هذه الفيديوهات من خلال منصات التواصل الاجتماعي ممارسة تنطوي على انتهاكات قد تفضي إلى أن تتم ملاحقة الشخص باعتبار أن سلوكه من الجرائم الإلكترونية.
من الجميل فعلا، نقل الصور الإيجابية والجميلة، ولكن لا ينبغي أن يأخذنا هوس التصوير إلى ملاحقة الآخرين بهدف السخرية منهم أو التطاول عليهم. كما أن من أبسط حقوق الناس استئذانهم قبل التصوير.
إننا نشهد بشكل يومي محتويات سلبية، تتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الناس. ليس من حق أحد تصوير مشاجرة أو ملاسنة بين شخصين. التهاون في هذه الأمور خطير. على المرء قبل أن يبدأ بالتصوير أن يتخيل نفسه مكان الشخص الذي يقوم بتصويره. لا يمكن تجاهل أن التصوير أوجد حلولا في حالات كثيرة. لكن لا بد أن نتذكر المشكلات التي تسببت بها صورة عابرة لأناس أبرياء.