السعوديون يودعون مهرجانهم التراثي وعيونهم تستشرف المستقبل

السعوديون يودعون مهرجانهم التراثي
وعيونهم تستشرف المستقبل

ودع زائرو ومحبو الثقافة والتراث قرية الجنادرية، بعد أن أسدل الستار البارحة على فعاليات المهرجان الوطني، حيث حظيت "القرية" التراثية للمهرجان بإقبال كبير من الأسرة السعودية والمقيمة، قاربت نحو مليون زائر.
وأثبت أبناء المملكة عاما بعد عام افتخارهم بماضيهم، من خلال ما وراء أسوار الجنادرية، التي تضم حكاية الشرق والغرب والجنوب والشمال، لتحكي قصة الإنسان السعودي، ببساطته وهيبته، وتجاوزه للصعاب، وذلك في أرض مساحتها تقارب المليوني متر مربع.
وقال لـ"الاقتصادية" الرائد محمد بن إبراهيم العمري المتحدث الرسمي للحرس الوطني، إن الجهات المشرفة على المهرجان تدرس إمكانية زيادة فترة المهرجان عن أسبوعين للأعوام المقبلة، وذلك بعد ورود اقتراحات في هذا الشأن، مشيرا إلى أن المهرجان سار وفق ما خطط له.
وأشار إلى أن التوسعة الجديدة في أرض المهرجان أسهمت في تخفيف الزحام، وإضافة مقرات جديدة، منوها إلى أن وزارة الحرس الوطني ترحب بكل من أراد التعاون معها، وأن نجاح المهرجان هو نجاح للسعودية.
وحول تدريب رجال الحرس الوطني على استقبال الزوار، قال الرائد العمري، إن اللجنة المشرفة تضع كل عام يقوم بوضع خطط تدريبية لرجاله، ومن ضمنها دورات تدريبية لاستقبال زوار المهرجان الوطني لتراث والثقافة، وآلية التعامل معهم، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من أفراد وضباط الحرس الوطني يشاركون في الفعاليات.
وأشار إلى أن تعاون القطاعات الحكومية والأهلية كافة أسهم في نجاح الجنادرية، وأن التعاون الوثيق بيننا ساعد على انسيابية الحركة رغم الكثافة، مشيرا إلى ارتياح الزوار بما قدم في المهرجان.
وقال متحدث وزارة الحرس الوطني لقد أصبحت الجنادرية أيقونة معتادة في كل منزل للعائلات السعودية والمقيمة، مرجعا إقبال وكثافة الزوار على المهرجان لما يجده فعاليات المهرجان من تسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى محبة السعويين لتراثهم وأصالتهم، منوها أن سبب استمرار هذا الوهج لها بعد فضل الله يعود لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي أولاها اهتمامه وعطاءه حتى أصبحت مقصدا عالميا، وذلك من خلال تهافت الدول الشقيقة والصديقة ليكون لهم مشاركة فيها.
ورصدت "الاقتصادية" خلال فترة المهرجان إقبال الزوار وتفاعلهم مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 30"، فالبارحة قبل افتتاح البوابات بساعة، لوحظت أعداد كبيرة من السيارات المتجهة للمهرجان، بصحبة أسرهم وأبنائهم، للاستمتاع بما تحتويه هذه القرية التراثية، قبل أن يغلق المهرجان أبوابه البارحة.
فاضطر المنظمون للافتتاح بوابات القرية الشعبية قبل الساعة الرابعة عصرا الموعد المعتاد، تسهيلاً للزوار، ومنعا للازدحام، حيث بدأت الحياة تدب في أرجاء المهرجان على أنغام الأهازيج والرقصات الشعبية المميزة لكل منطقة، وكأنها حزينة لفقدان هذه التظاهرة الثقافية والتراثية.
فالزوار من خلال أحاديثهم لـ "الاقتصادية" أبدوا رغبتهم في استمرار المهرجان طوال العام، مشيرين إلى أن هذه أمنيتهم ومقترحهم للمشرفين على المهرجان، بعدم اقتصار المشاركة في الفعاليات على السعوديين فقط، بل هناك مشاركة فاعلة من قبل دول الخليج، بعرض تراثهم الثقافي والاجتماعي، وسط وجود عدد من قطاعات الأمنية في الدولة لتنظيم الحركة، والعناية بالزوار، فشارك رجال المرور، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جنبا إلى جنب مع المنظمين من رجالات الحرس الوطني.

الأكثر قراءة