الإنسان الديناصور
رغم كل ما يتم اكتشافه من حيوانات برية أو بحرية عجيبة بين فترة وأخرى إلا إننا اليوم نعيش مع كائنات حية بحرية أقل من 5 في المائة مما كان موجودا في الأصل وبرية أقل من 30 في المائة.
هي خمس كوارث كبرى قضت على أكثر من ثلاثة أرباع الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض أو في أعماق البحار منها ما انقرض تماما بعد أن كانت مهيمنة على الأرض بأنواعها المتعددة مثل الضفادع والسلطعون والسحالي ولم يبق منها سوى قليل وقف في وجه تلك الكوارث وقاومها، لذا يرى العلماء أن هذه الكوارث كانت انتقائية وأسهمت في اختيار الأجناس الأقوى القادرة على العيش في أسوأ الظروف. تخيل لو أن الأرض بقيت محتفظة بكل تلك الأنواع والأصناف لكل الحيوانات، ماذا سيحصل على كوكب أرض مكتظ ؟ أتخيل أن تكون المنافسة شرسة على الموارد الغذائية المتاحة وبالتالي سيهلك الكوكب بأكمله لا محالة.
الذي يفعله الإنسان اليوم من زيادة تعداده السكاني حول العالم بشكل خطير يجعله يعتبر آفة سيئة على طبيعة كوكب الأرض ومصدرا للخطر كما كانت الديناصورات في يوم ما، ولذلك يعتقد العلماء أنه في المستقبل ستحدث كارثة كبرى سادسة ولكنها هذه المرة بغرض القضاء أو تقليل أعداد الجنس البشري كفانا الله وإياكم الشر.
فأعداد البشر زادت للضعف في القرن الأخير وتتضاعف كل عام، ولكن أعتقد أن أشد الكوارث فتكا بالإنسان قد حدثت وقضت عجلة الحرب على أعداد مهولة من البشر وما زالت!
فأول كارثة حدثت قبل 443 مليون سنة من الآن، وكانت نتائجها مروعة على الحياة البحرية بأكملها، ويقدر حجم الدمار والانقراض بين الكائنات البحرية بـ60 في المائة والسبب يعود إلى انفجار "سوبر نوفا" الهائل والكارثي لأحد النجوم القريبة داخل مجرة درب التبانة.
ثم توالت الكوارث في غضون 200 مليون سنة تقريبا إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه، وكان السبب إما انفجار نيزك أوراكين أو ارتفاع نسبة الكبريت في البحار ما يسمى بـ (حرارة البيت الزجاجي).
ولو كانت البراكين تستطيع أن تدمرنا بغاز الكبريت فنحن نساعدها ونسرع عملها. البكتيريا الباقية من عصر بيرم الجيولوجي تخبرنا أن نشاطا كبيرا حدث في كمية إنتاجها للكبريت أدى إلى إطلاق المحيطات فقاعات غازية سامة إلى الخارج. ليصير تركيز الكبريت بالجو الخارجي 3000 جزء لكل مليون من حجم الهواء. في حين أن الكوارث الأقل خطورة كان التركيز 1000 جزء فقط لكل مليون من حجم الهواء. اليوم وصلت الكمية إلى 385 جزءا نسهم نحن البشر في تسارعه يوما بعد يوم.