رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الضحك القاتل

خلافا لما ذكرنا في المقال السابق عن فوائد الضحك، هناك من قتله ضحكه فعليا لا معنويا، حتى أن هناك مرضا يدعى "الضحك المميت" أو "كورو" نال عليه الطبيب الذي اكتشفه جائزة نوبل، كان مقتصرا على قبائل فور في بابوا غينيا القريبة من إندونيسيا، حيث ينخرط الشخص في نوبة ضحك هستيري مفاجئ، بعدها يعاني المريض آلاما في المفاصل وفقدان النطق تنتهي بوفاته، الغريب والمرعب أن المسبب لهذا المرض هو عادة القبيلة أكل جثث الموتى!
ويحمل لنا التاريخ قصصا لحالات وفاة كان الضحك السبب الرئيس فيها، لعل من أطرفها وفاة الرسام اليوناني "زوكسيس" الذي عاش قبل 500 عام من الميلاد، حين طلبت منه امرأة عجوز أن يرسمها على شكل الإلهة أفروديت الجميلة. ويبدو أن النتيجة كانت مضحكة إلى درجة فقد معها السيطرة على نفسه من شدة الضحك ومات على إثر ذلك.
في عام 1660م توفي الأرستقراطي الأسكتلندي توماس أركوهارت عندما تم إبلاغه بأن تشارلز الثاني قد تولى العرش. لم يمت رعبا أو حسرة أو غيرة بل دخل في موجة ضحك لم يفهم سببها ولم تنته إلا بموته!
أما الفيلسوف الإغريقي كريسيبوس فقد نكبه حماره عندما قرر أن يسقيه النبيذ، فطلب من خادمه أن يسقي الحمار النبيذ ليشاهد ردود أفعال الحمار. فكان له ما أراد وكان المشهد مضحكا لدرجة اختنق معها الفيلسوف من شدة الضحك وتوقف قلبه ومات!
واحذروا من مشاهدة الأفلام والمشاهد المضحكة التي أدت إلى وفاة عديد من الأشخاص منهم تلك الأرملة البريطانية المسكينة "فيتزيربرت" التي ذهبت إلى دار الأوبرا ربما لتسلي نفسها بمشاهدة العرض، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فمع توالي مشاهد العرض دخلت في موجة ضحك غير مبررة لدرجة اضطرت معها إلى الاعتذار والانسحاب من المكان. واستمرت بالضحك بعد العرض كلما تذكرت المشهد دخلت في موجة ضحك هستيري حتى ماتت في الصباح!
في عام 1989م كان المواطن الدنماركي "أولي بنتزن" يشاهد فيلم "سمكة تدعى واندا". حيث ظهر في المشهد بطل الفيلم وبعض البطاطا المقلية عالقة داخل أنفه. ليجد أولى اللقطات مضحكة جدا لدرجة ارتفعت معها دقات قلبه إلى ما بين 250 و500 نبضة في الدقيقة. فكان الضحك جسره إلى العالم الآخر.
أما "ليكس ميتشل" البريطاني فقد استمر بالضحك لمدة نصف ساعة كاملة بعد مشاهدة حلقة من السلسلة الكوميدية البريطانية "ذا غوديز" انتهت بوفاته، ما دفع زوجته إلى إرسال رسالة شكر للبرنامج الذي جعل آخر ساعات زوجها في الحياة سعيدة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي