رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


علم نفس الضحك

عكس ما يحدث في العصر الحديث من تشاؤم العرب من الضحك والخوف من كثرته، فقد كانوا قديما يحبون الضحك، ويبحثون عن الظرفاء، ويستدعونهم لمجالسهم، ويعرفون تأثيراته النافعة، وقد ورد هذا من خلال بعض النوادر والقصص الطريفة، يقول القاضي عياض: «التحدث بمُلَح الأخبار، وطُرف الحكايات تسلية للنفس، وجلاء للقلب». وهذا ما أثبته الطب الحديث علميا! لدرجة أنه تم الاعتراف بـ "علم نفس الضحك" في بداية القرن العشرين، لمفعوله القوي في إزالة التسمم المعنوي والجسدي، فهو يساعد على التخلص من نوبات الاكتئاب البسيطة والمخاوف، ويشير الباحثون الأوروبيون حاليا إلى أن الضحك يسهم أيضا في تخفيف آثار التوترات الضارة بصورة ملحوظة. على الرغم من أن أرسطو عَدَّ الإفراط في الضحك مصدرا للفوضى والبذاءة وعدم اللياقة، ويقول: «نحن نضحك على من هم أقل منا، وعلى الأشخاص القبيحين، ونفرح لشعورنا بأننا ننتمي إلى طبقة أرفع منهم». ويرى أيضا أن الضحك المتهور والساخر هو خاصية للمزارعين والعبيد والمجانين والأطفال والمسنين. أما سقراط فيَعُدُّ أن «السخرية تنبع من تجاهل الذات».
وتميز أفلاطون بإدانته للمزاح والضحك والسخرية من الغير ومن الحقائق الثابتة، وعَدّ الضحك في العصور الوسطى أداة لخلخلة أساس السلطة. فلقد كان رجال الكنيسة يرَون أن الضحك يؤدي إلى الرذيلة والأعمال الساقطة.
لا يمكن لأحد أن ينفي فائدة الضحك؛ فهو مفتاح الفرح والاستمتاع ولغة عالمية موحدة؛ لما له من قدرات فائقة يساعد بها الإنسان على مواجهة دراما الحياة، فيزداد الضحك بالتوازي مع اشتداد الحروب والأزمات؛ لذلك لا غرابة في كونه نوعا من العلاجات النفسية، التي تطرد الألم أو تساعد على الحد منه، لذا اتجه الناس إلى البحث عن الضحك عن طريق الفنون من مسرحيات وأفلام ومسلسلات وقصص تروى عبر الأثير أو نوادي الضحك التي انتشرت حول لعالم!
لقد وجد العلماء علاقة بين ضحك الإنسان وتنشيط قشرة الدماغ التي بدورها تفرز مادة الإندروفين فتمنحنا الإحساس بالنصر والسعادة مشابها لحصولنا على جائزة أو تفوق في مجال ما. كما قاسوا مستوى السكر في الدم لدى بعض مرضى السكري قبل وبعد مشاهدتهم فيلما كوميديا ومحاضرة مملة ولاحظوا انخفاضه بعد العرض الكوميدي.
وجد الباحثون أن عشر دقائق من الضحك يوميا تمنحك ساعتين من النوم الهادئ المستقر وبه تحافظ على لياقتك البدنية.. لا تستغرب! فالضحك 100 مرة كل مرة لا تقل عن 30 ثانية يساوي القيام بالتمارين الرياضية لمدة 15 دقيقة ولكن له محاذير قد تودي بحياتك!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي