رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الوصاية على أموال الناس

يعتقد كثيرون أن العمل في صحيفة "الاقتصادية" أو في أي قسم اقتصادي في صحيفة محلية يعني بالمطلق الغوص في بحر "سوق الأسهم" ومعرفة كل خفاياها، بل يصل الأمر إلى معرفة اتجاه السوق وصعود الأسهم.
أسئلة متكررة أتلقاها دائما من الأصدقاء والزملاء حول وضع سوق الأسهم، وطلب نصائح حول الشركات ذات الجاذبية أو المتوقع صعود أسهمها، ويعتقدون أن مجرد عملي في "الاقتصادية" محررا أو كاتبا يعني أنني من صناع السوق ومحركيها وموجهيها، ومن هنا لا بد أن أسهم في توصية على أموالهم تحقق لهم الربحية العالية والثراء الفاحش السريع.
لا يمكن لصحافي ينقل الخبر أو يعلق عليه أو يطرح وجهة نظره في شأن اقتصادي أو يحلل أمرا اقتصاديا أن يعرف توجهات السوق، ومن هنا أستغرب قيام البعض بالتوصية على أموال الناس، كأن يقول: السوق مقبلة على خير وفير، والسهم الفلاني واعد ويمكن أن يحقق عوائد عالية، فالبعض مع الأسف الشديد يثق بتحليل المحللين و"يدرعم" في السوق دون دراية أو وعي، والنتيجة كما نقرأ ونسمع ضياع أموال وحالات إفلاس.
هؤلاء المحللون للسوق وهم يوصون ويوجهون الآخرين، ألا يخافون الله فيما يفعلون؟ ألا يتقونه وهم يجندون أنفسهم كأوصياء على أموال الناس البسطاء؟ ألا يتعظون من السنوات الماضية وحالات الخسارة التي تسببوا فيها وهم يوصون بالإقدام على المضاربة في السوق التي تسببت في خسائر لكثيرين وضياع مدخراتهم؟ بل إن البعض خسر ممتلكاته ومساكنه أمام تلك التوصيات المجنونة.
الأمر لا يقتصر على سوق الأسهم بل في كل مناحي الحياة، فكثير من يعتقد أنه المطلع والفاهم الوحيد، ومن يعين نفسه وصيا على الناس أكثر، فمن منا ينسى توصيات محللي العقار والعقاريين وهم يدفعون الناس للشراء قبل عامين ويحفزونهم عليه، وأن الأسعار مقبلة على ارتفاعات أكبر، لنكتشف خلال العام الجاري أن الأسعار كانت في قمة الارتفاع، لتتراجع تدريجيا وتفقد أكثر من 30 في المائة من قيمتها السوقية لتلحق الخسارة بمن اشترى في ذلك الوقت معتمدا على توصيات من يرى أنه الفاهم والوصي على أموالهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي