رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


وهم الإنكار

مرض غريب ونادر ومرعب جدا ينكر فيه المريض نفسه تماما، ليس إيثارا وإنما اعتقادا منه أنه شخص ميت لا وجود له حتى إن المصابين به يحسون أنهم يتلاشون من الداخل وتتعفن أعضاؤهم الداخلية ويفقدون دماءهم ويبدأ المريض يتصرف على أساس أنه ميت باقتناع شديد فيهمل ذاته ونظافته لأنه ميت!
أول من اكتشفه وأسماه "وهم الإنكار" طبيب الأمراض العصبية الفرنسي جول كوتار، الذي سمي المرض باسمه فيما بعد "متلازمة كوتار" اكتشفه عندما كان يقوم بمعالجة إحدى مرضاه، وكانت سيدة مقتنعة تماما بأن هناك لعنة قد أصابتها، وادعت أنها فقدت كثيرا من أعضائها الداخلية، وأنها سوف تفقد مزيدا وتطور الأمر إلى أمور أكثر خطورة، حتى إنها امتنعت تماما عن تناول الطعام؛ فهي لا تحتاج إليه لأنها ميتة، وفي النهاية ماتت بالفعل بسبب ذلك!
ويصاب به المرضى بنسب متفاوتة تراوح من خفيفة إلى شديدة، حيث تبدأ معه الحالة بكره الذات واليأس، أما في الحالات الشديدة والأكثر خطورة فيدخل المريض في حالة من الاكتئاب الحاد جدا وتحاصره الأوهام حتى يصل به الحال إلى إيهام نفسه أنه ميت!
كما أنه يتدرج من الاكتئاب الشديد والوسواس والأوهام إلى أن تكتمل مراحل المرض، ويقنع المريض نفسه بأنه ميت وليس له وجود وأنه بدأ يفقد دماءه وأعضاءه، فيعتزل الناس ويفقد الإحساس بواقعه فيصبح الحي الميت!
والغريب المفزع أن من أقوى الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة كوتار أن يكون الشخص المصاب قد تعرض في الماضي إلى حادث أليم مروع ونجا منه بصعوبة شديدة، ما يتسبب له في صدمة قوية جداً تجعله يتوهم أنه قد مات بالفعل ليس هذا فقط بل يعتقد أن كل من حوله وما حوله ليسوا على قيد الحياة وأنه يعيش في عالم الأموات!
ومنهم صبي في الـ 14 كان قد تعرض إلى حادث دراجة نارية نتج عنها إصابة دماغية، وبعد أن خرج الصبي من المستشفى بدأ يصاب بحالات صرع، وكان يقول إنه مات بهذا الحادث وكل من حوله أموات حتى الزرع والأشجار وأنه مجرد جثة تسير في عالم الأموات واعتزل الناس والمجتمع، ووصل به الأمر إلى أنه بدأ يحذر الجميع أن العالم سوف يدمر في وقت قريب! وأنه في جهنم لأن والدته اصطحبته إلى جنوب إفريقيا فولدت عنده حرارة الجو شعورا بأنه في جهنم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي