استثمار موقع ومنتجات مهرجان الجنادرية
المهرجان الوطني للتراث والثقافة المعروف بمهرجان الجنادرية أثبت قدرته على الاستمرار في ظل الظروف والمتغيرات منذ انطلاقه قبل 31 عاما.. وقد نجح هذا المهرجان في تحقيق أهدافه الثقافية، وأصبح من ضمن المناسبات العالمية المهمة على خريطة تجمع المفكرين والأدباء.. ولعل ما يميز هذا المهرجان أن الجهة المشرفة عليه عسكرية بكل ما تعني الكلمة من معنى.. لكنها وبإصرار صاحب فكرة المهرجان الملك عبد الله بن عبد العزيز- يرحمه الله- وبحماس مستمر من الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني أظهرت مقدرة غير مسبوقة على أن تقدم عملا ثقافيا مميزا.. ولقد صاحب الجانب الثقافي اهتماما بالصناعات التقليدية والحرف اليدوية ومنتجات الأسرة بشكل عام.. وهذا ما سأقوم بالتركيز عليه في هذا المقال، حيث يستمر حفل الافتتاح والنشاط الثقافي والمنبري وتكريم الرموز الثقافية كما هو تحت مظلة وزارة الحرس الوطني صاحبة الفكرة الأساسية في إيجاد هذا التجمع الثقافي السنوي وإدارته بشكل احترافي شهد الجميع بنجاحه على مدى ثلاثة عقود.. أما الجانب الإنتاجي فقد أصبح مؤهلا للتحول إلى شركة استثمارية تضم القطاع الخاص، إلى جانب بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كجهة إشرافية على الصناعات التقليدية والحرف وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. وتدخل تحت مظلة هذه الشركة جميع المهرجانات التي تقام في مختلف مناطق بلادنا.. وتقوم الشركة الاستثمارية المقترحة باستئجار مباني موقع الجنادرية من الجهات المالكة لها لاستغلالها بعد أيام المهرجان لتكون مفتوحة للزائرين والمشترين طوال العام، كما يمكن أن يتطور الإنتاج عند توفر التمويل اللازم وإدخال التقنية الحديثة ليكون قابلا للتصدير.. وسيجد أصحاب المهن اليدوية المهرة أنفسهم يعملون في شركة استثمارية كبرى تقدرهم وتحافظ عليهم وتمنحهم ما يستحقون من مكافأة وقيمة عادلة لمنتجاتهم.. وسيؤدي ذلك إلى تطوير تلك المنتجات لتصبح قابلة للتسويق على نطاق واسع.
وأخيرا: تحويل منتجات مهرجان الجنادرية إلى شركة استثمارية سيحقق أهدافا عديدة ومنها تطوير هذه المنتجات وتشجيع أصحاب المهن والأسر المنتجة بشكل أكثر تنظيما وليس عن طريق اجتهادات فردية كما هو الحال الآن.. ويسجل للمهرجان الوطني رعايته لتلك الصناعات حتى أصبحت- كما أشرت سابقا- مؤهلة للتحول إلى صناعات قابلة للتسويق محليا وفي دول الخليج التي تشاركنا الاهتمام بهذه المنتجات لارتباطها بتراثهم أيضا، ولذا يبدون سعادة بنجاح تجربتنا، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في الحضور الخليجي الرسمي خلال حفل افتتاح المهرجان يوم الأربعاء الماضي برعاية كريمة من عاشق التاريخ والتراث الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله.