المفتاح المخبوء
تعرض أندريه أجاسي نجم كرة المضرب الأمريكي السابق، إلى ثلاث خسائر متتالية من نظيره بوريس بيكر نجم كرة المضرب الألماني. كان أمام أجاسي خيار واحد للتربع على عرش كرة المضرب العالمية، وقتئذ، يتجسد في هزيمة بيكر. لكن السؤال الصعب: كيف يهزمه؟ فهو يبدو لاعبا لا يهزم. رأى أجاسي أن يراقب شريط المباريات السابقة التي فاز فيها عليه بيكر. اكتشف بعد مشاهدة شريط المباريات أكثر من مرة أن بيكر يقوم بحركة غريبة عندما يسدد كرة المضرب نحوه. إذ يخرج لسانه إلى الخارج مع كل تسديدة. واللافت بعد إعادة اللقطات عشرات المرات أن بيكر عندما يخرج لسانه من المنتصف فهو سيقذف الكرة باتجاه مكان محدد وإذا أخرج لسانه من الجهة اليسرى من فمه فهو سيسددها في اتجاه معاكس. وساعد هذا التصرف الغريب أجاسي في اكتشاف الجهة التي سيسدد بيكر الكرة باتجاهها من حركة لسانه ويتصدى لها واستطاع أن يفوز عليه في المباراة الرابعة. يعطينا ما قام به أجاسي أملا لفك ألغاز كثير من الشخصيات حولنا. نواجه شخصيات صعبة في حياتنا ولا نستطيع الفوز بالقدرة على التعامل معها على النحو الأمثل. الواقع يقول إن لكل شخصية مفتاحا. إذا عثرنا على المفتاح استطعنا فتح عقل وقلب المرء وفزنا بعلاقة جيدة معه. السؤال كيف أعثر على مفاتيح الشخصيات؟ الإجابة ليست هينة ولا سهلة لكن ليست مستحيلة كذلك. ينبغي علينا أن نفعل شيئا يشبه الذي فعله أجاسي مع خصمه. نرجع للخلف ونعيد شريط ذكرياتنا مع هذا الشخص أو ذاك. نتأمل كيف تعاطينا معه ولماذا لم تنجح علاقتنا معه. نراقب لماذا حظي شخص معين بثقته بينما لم نفز بها. علينا أن نلاحظ باهتمام وحرص سبب قربه من هذه النوعية وبغضه للأخرى. هناك سمات معينة في تعاملنا قد تساعدنا على حل أي معضلة في أي علاقة. كل ما نحتاجه التأمل بتأن والتحليل. لا يوجد شخص بلا مفتاح. مسؤوليتنا العثور على هذا المفتاح فربما وجدناه في جيبنا دون أن نعلم. في لحظات اعتقد أجاسي أن بيكر لا يهزم لكنه هزمه بطريقة لم تخطر على البال. أسهل بكثير مما تصور. الفوز لا يحتاج إلى عضلات وتدريب فقط. يتطلب ذكاء ودهاء وقراءة فاحصة لخصمك. اقرأ الآخرين جيدا من بعيد. البعد يعطيك فرصة لاكتشاف أشياء غابت عنك وأنت منغمس في التفاصيل الصغيرة التي تبتلعك.