لاس فيجاس تتحول إلى الطاقة المتجددة
أصبحت لاس فيجاس الآن أكبر مدينة أمريكية تستمد معظم طاقتها الكهربائية من المصادر المتجددة. وقد قللت المدينة استهلاكها من الكهرباء بأكثر من 30 في المائة بفضل هذه المبادرة. وتشير التقديرات إلى أن وفورات الطاقة السنوية في المدينة تبلغ نحو خمسة ملايين دولار أمريكي. وعندما يتعلق الأمر بالمدينة الملقبة بمدينة الخطيئة فلن تجد سوى شيء واحد حاليا لا تكتنفه الخطيئة، ألا وهو استخدام الطاقة. وقد صرح المسؤولون في لاس فيجاس أخيرا بأن 100 في المائة من أنظمة تشغيل المدينة تعمل بواسطة المزارع الشمسية المجاورة، والألواح الشمسية المثبتة على أبنية المدينة، والمولدات الكهرومائية المثبتة على سد هوفر. ومن المتوقع أن توفر لاس فيجاس ملايين الدولارات سنويا نتيجة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وتزود المصادر المتجددة حاليا أكثر من 140 مبنى في المدينة بالكهرباء، إضافة إلى أضواء الشوارع، والمراكز الاجتماعية، وعديد من الحدائق العامة. وفي عام 2015م هددت حكومة المدينة بالخروج من شبكة الطاقة تماما، ولكن انتهى الأمر بالتوصل إلى اتفاق مع شركة المرافق العامة المسؤولة عن إمدادات الطاقة في مقابل خطة للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2017م. وقد تم تحقيق هذا الهدف في نهاية المطاف في منتصف ديسمبر عام 2016م عندما أبصرت النور المصفوفة الشمسية الضخمة في مزرعة الطاقة الشمسية التابعة لمشروع مدينة بولدر الشمسي.
وكانت لاس فيجاس قد بدأت مشروع الطاقة المتجددة في عام 2008م للحد من استهلاك الكهرباء من خلال برامج الاستدامة وتركيب الألواح الشمسية على مباني المدينة. كما ستستفيد لاس فيجاس من الطاقة المتولدة من سد هوفر لأول مرة في تاريخها بدءا من نهاية عام 2017م. ومن خلال الجمع بين التوليد المباشر ونظم التحكم في أجهزة التكييف استطاعت المدينة تشغيل أكثر من 140 مرفقا إضافة إلى إنارة الشوارع بواسطة مصادر الطاقة المتجددة. وقد خصص جزء من الطاقة المتولدة من مشروع مدينة بولدر الشمسي لمدينة لاس فيجاس.
كما توفر المدينة طاقة تشغيل المرافق الميدانية من الألواح الشمسية المصممة على شكل شجرة تزين ساحة قاعة المدينة، ومن المظلات الشمسية الموجودة في حدائق المدينة، ومن ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني وفي محطة معالجة مياه الصرف الصحي. ويتولد جزء كبير من طاقة المدينة المتجددة من شمس الجنوب في ولاية نيفادا، ولكن جزءا آخر يستمد من الطاقة الكهرومائية أيضا. وبحلول نهاية عام 2017م ستبدأ المدينة لأول مرة التزود بالطاقة من سد هوفر الذي سيكمل مصادر الطاقة المتجددة القائمة.
ويسعى الآن عدد كبير من المدن الأخرى - من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ومن شمال البلاد إلى جنوبها - نحو تحقيق النتائج نفسها بين عامي 2020 و2030م، وذلك بحسب المجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية ICLEI الذي يعد شبكة تضم أكثر من 200 حكومة محلية تعمل على التخفيف من آثار تغير المناخ في الولايات المتحدة.