رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


العلاج بالنسيج

تجلس على أريكة مريحة حاملة بين يديها سنارتها ومجموعة من خيوط الصوف وأخرى تحمل إطارا خشبيا وإبرة وخيطا تبرز من خلال الإطار لوحة رائعة نسجتها بيديها، تلك كانت صورة الفتاة الأرستقراطية في القصص المصورة وفي بعض الأفلام والمسلسلات القديمة.
وكنا نتساءل ما الذي يحمل تلك الفتاة على العمل اليدوي؟ فهي ليست محتاجة وهناك من يصنع لها ملابسها واللوحات التي تزين ممرات قصرها.
وتبين أخيرا أنها ليست مجرد هوايات أو أعمال لكسب الرزق كما نظن، انظر إلى أصحاب الأشغال اليدوية تجدهم منهمكين في عملهم وكأنهم في ملكوت آخر هادئين غير مكترثين كثيرا بما حولهم جل تركيزهم في عملهم الذي بين يديهم وكأنهم في تحد أو سباق مع الزمن ليحصلوا على أجمل قطعة.
فما السر الكامن خلف الإبرة والخيط وكرات الصوف أو أي عمل فني يدوي من حياكة ورسم وصناعة حلي ونحت؟
تقول الدراسات الحديثة إن سرها يكمن في منحك السعادة، إنها أشبه بجلسة تأمل وبعضهم يطلق عليها "اليوجا الجديدة"، أو "العلاج بالنسيج".
فمن بين 3545 شخصا شاركوا في الدراسة التي أجراها بتسان كوركهيل مختص العلاج الطبيعي البريطاني عام 2013، وجد أن 81 في المائة منهم شعروا بسعادة أكبر وأشاروا إلى أن هذا العمل كان مصدرا للاسترخاء والإبداع وتخفيف التوتر.
وتشبه كاري بارون أستاذة الطب النفسي في جامعة كولومبيا الفوائد التي تمنحها الحياكة بتلك التي يمنحنا إياها التأمل، ففيها نركز على العمل نفسه ونكرره، التكرار يساعد في تحفيز كل من العقل والجسم، وبالتالي نتمتع بالاسترخاء التام.
أما آن فوترمان كولييه عالمة النفس المسؤولة عن الرفاهية في مختبر جامعة ولاية أريزونا فقد قررت دراسة هذا النوع من العلاج لمعرفة أثره في الصحة العقلية. واستخدمت في دراستها 60 امرأة يعانين مستويات مختلفة من التوتر للمشاركة في الأعمال اليدوية التي يفضلونها لتكتشف بعد تسجيل معدل ضربات القلب والراحة التي تشعر بها المرأة في كل جلسة أن نسبة توترهن قلت وأصبحن أكثر إيجابية، الحياكة جعلتهن يضعن مشكلاتهن جانبا وينهمكن في أمر يمدهن بالطاقة ويرفع معنوياتهن.
ويذهب الطبيب باري جاكوبس من جامعة برينستون إلى أبعد من ذلك في دراساته عن التأثير الإيجابي للحياكة بالقول إنها تخفف من عوارض الاكتئاب وتكرار الحركة يزيد إفراز هرمون السعادة.
وتبعا لدراسة أجراها مستشفى مايو كلينيك على 1321 مسنا وجدوا أن الأنشطة اليدوية ساعدت في الحد من فقدان الذاكرة بنسبة 30 - 50 في المائة؛ لأنها بمنزلة تدريب يحفز أجزاء من الدماغ والوصلات العصبية فتبقى سليمة لفترة أطول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي