رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


توعية الأطفال لتجنب العنف

يقول صديق: في طفولتي ومراهقتي عندما كنت أنوي ارتكاب سلوك خاطئ  كانت صورة والدي تحول بيني وبينه ــ  أي الخطأ ــ كنت أخشى غضبه وزعله وكدر خاطره، ليس خوفا منه بل حبا فيه، كانت العلاقة التي أسسها بيننا كأبناء له تمنعنا من ارتكاب السلوكيات الخاطئة.
ربما أجمل وأقوى وأمتن علاقة يمكن أن تجمع الأب مع أبنائه هي علاقة الحب، وهو أمر قد يجعل الأبناء يخشون غضب والدهم، ليس خوفا منه بل حبا له ــ كما أفصح الصديق أعلاه.
هؤلاء الأطفال هم أمانة في أعناقنا، وتربيتهم رسالتنا الأهم في الحياة، والعناية بهم وحمايتهم يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا، ويمكن أن نستخدم وسائل تهذيب لسلوكهم وتربيتهم بعيدا عن الضرب، فوسائل التربية عدة وليست كلها ضربا، رغم أني لا أعترض كثيرا على الضرب متى ما كان من أجل التهذيب وبعيدا عن العنف والتعنيف.
ما دعاني للكتابة في هذا الأمر تلك الحالات الموجعة والمؤلمة التي نطالعها في وسائل التواصل الاجتماعي حول "تعنيف الأطفال"، وينتج عنها في الغالب تدخل من الجهات المعنية لوقفها فهي بحق جرائم لا يمكن وصفها بالتأديب، وتشعرك دوما أن الأب المعنف يحمل في قلبه غلا وحقدا لا مثيل لهما تجاه طفله وفلذة كبده.
لا يمكن أن يقدم شخص على تعنيف طفل وهو "سوي"، فمن يستخدم العنف تجاه الأطفال ما هو إلا مريض نفسي وجد نفسه ربا لأسرة ليس هو أهلا لها، وهو نتاج ثقافة في المجتمع لدينا تقول "زوجوه يمكن يعقل"، والضحية دوما في مثل هذه الحالات هي الزوجة ومن ثم الأبناء ممن وضعتهم العادات تحت ولاية شخص هو في الأساس يحتاج إلى ولي.
لا شك أن حالات العنف تعد في مجتمعنا ضئيلة ولم ترتق للظاهرة، ولكن لا بد من توعية الطفل بحقوقه، وأن نعينه على معرفة الطرق والوسائل التي تحميه، وكيفية طرق أبواب الجهات المسؤولة عن حمايته وحفظ حقوقه التي كفلها له الشرع، وأن نقيم دورات وورش عمل للطلاب في المدارس، وخصوصا في الصفوف الأولية، يمكن أن تعينهم على الإبلاغ في حال تعرضهم للعنف، فكم من طفل يتعرض للعنف صباح مساء ونحن والجهات المسؤولة لا نعلم عنه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي