رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الحرب على طريقة هوليوود

ليست جديدة تماما تلك الحروب "السايبرية" - الإلكترونية، لكنها تأخذ مسارا مثيرا من المواجهات. وهي مثيرة بالقدر الذي قال فيه نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي أخيرا، بأن روسيا تواجه تزايدا في الهجمات الإلكترونية التي يصنفونها بمنزلة هجمات "إرهابية" تأتي من الخارج. كان ذلك ردا على اتهامات غربية بأن موسكو تستهدف بكثافة شبكات المعلومات في الولايات المتحدة وأوروبا. " إدارة أوباما تجاهلت حقيقة أن خوادم الإنترنت الأساسية موجودة على أراضي الولايات المتحدة، وتستخدمها واشنطن في عملها المخابراتي للإبقاء على هيمنتها العالمية "،  قال ذلك مدير مجلس الأمن الروسي.
تتصاعد هذه المواجهة "السايبرية" بعد أن اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لمصلحة ترمب؛ من خلال قرصنة أنظمة معلوماتية استهدفت خصوصا خوادم الحزب الديمقراطي. قائمة الاتهامات الأمريكية تتضمن حربا إعلامية كثيفة دارت في وسائل التواصل وأشعلت مزيدا من النار بين كلينتون وترمب. وقد وجه مكتب التحقيقات الاتحادي FBI أصابع الاتهام لأجهزة المخابرات الروسية بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، التي كانت بحد ذاتها فصلا ساخنا، فأصدر تقريرا يبدو حاسما من بين تصريحات طارئة غير حاسمة بشأن القضية، بعضها يدور حول عينات من شفرة خبيثة، يعتقد أنها استخدمت في حملة للتسلل إلى أنظمة كمبيوتر أمريكية. وقال المكتب في تقرير من 13 صفحة شاركت وزارة الأمن الداخلي في إعداده، إنه بدءا من منتصف 2015 أرسل جهاز الأمن الاتحادي الروسي رابطا خبيثا لأكثر من ألف مستقبل منها أهداف حكومية أمريكية. وصرح حول ذلك جو بايدن؛ نائب الرئيس الأمريكي "الرد سيأتي في الوقت المناسب وسيكون فعالا، ولدينا القدرة على القيام بذلك، وسنرسل الرسالة، وسيعرف (بوتين) بذلك، وسيكون هذا وفقا لجدولنا الزمني وفي الظروف التي سيكون لها أكبر تأثير ممكن". وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الاستخبارات المركزية الأمريكية تحضر لهجوم إلكتروني غير مسبوق ضد روسيا وذلك بأمر من الإدارة الأمريكية وأن الهجوم سيستهدف عددا من كبار المسؤولين الروس.
ثمة مسارح أخرى للمواجهات في أوروبا أيضا، فقد قال برونو كال المدير الجديد للمخابرات الألمانية في مقابلة نشرتها صحيفة ألمانية الثلاثاء 29 تشرين الثاني (نوفمبر): "لدينا دليل على أن الهجمات عبر الإنترنت التي تحدث ليس لها أي هدف سوى إثارة الشكوك السياسية. المعتدون لديهم اهتمام بنزع الشرعية عن العملية الديمقراطية". وكان مدير المخابرات الداخلية الألمانية السابق قد صرح أيضا للوكالة نفسها أخيرا هذا الشهر بأن السلطات لديها مخاوف من أن تقدم روسيا على التدخل في الانتخابات الوطنية الألمانية من خلال استخدام قصص إخبارية مضللة. وقال التقرير إنه من بين الجهات، التي تعرضت لهجمات جهاز الأمن الاتحادي الروسي اللجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي، التي تعرضت في أوائل 2016 لاختراق من قبل المخابرات العسكرية الروسية.
بين تسمية روسيا الهجمات عملا إرهابيا، وتسمية أمريكا لها عملا حربيا لأن تدمير أسس الديمقراطية والبنية التحتية بمنزلة تدمير وطن، ثمة جبهات جديدة تفتح في هذا العالم تختصر مزيدا ومزيدا من الوقت والثمن، وتعزز حضور وفرص الحرب الباردة من جديد برفقة الفيروسات والجيوش الإلكترونية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي