رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


روح الفريق

تحدثت أمس عن أهمية بناء الثقة في مكان العمل. كون ذلك مؤسسا لروح مختلفة تسهم في البناء والتحديث وصيانة العلاقات الإنسانية التي تصنع المستقبل بروح حماسية ترغب في التوافق بين الجميع. إن تعارض المصالح الذي يثير الكثير من الاهتمام في الدولة وكل مكوناتها, يؤدي في النهاية لخسران كثير من العلاقات والإنتاج – بالتالي. الاعتقاد بأنه يمكن أن يتكون نجاح بمجهود شخص واحد في البيئة الحديثة أمر من المعجزات التي لا تتكرر كثيرا في عصرنا الحاضر.
عندما قرر أستاذ أحد الطلبة السعوديين أن يحرم الطالب من الامتياز رغم أنه أنهى مهمته في وقت وجيز وباقتدار, كان يرمي لإفهام الطالب أن التعاون وروح الفريق أهم بكثير من تحقيق الإنجاز الفردي. هذه الروح التي يجب أن نحاول نشرها في مجتمعنا بعمومه وليس مجتمع العمل فقط هي ما يحقق للأمم التطور السريع والوصول للأهداف دون تشتيت أو ضياع.
العمل الذي تكونه مجموعات نشر التفاهم والتعاون والتناغم سيجعل الجميع على المسافة نفسها من الهدف ويضمن أن يكون الهدف واحدا وواضحا للجميع. واحد من أهم عناصر التخلف العربي هو المحاولات البائسة للتفرد بالقيادة أو الوصول للهدف بعيدا عن السرب, ولهذا تنتشر في أدبياتنا مفاهيم الأنا, ويؤكد الجميع أن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد, فنتنافس ونتناحر وقد يصل بعضنا إلى أهداف في منتصف الطريق لكن الوصول للهدف النهائي يكون بعيد المنال بسبب عدم وجود القاعدة الفكرية والأخلاقية والتقنية التي تمكن الواحد من الاستمرار في الطريق.
يأتي في النطاق السلبي نفسه أولئك المسؤولون الذين يؤمنون بنشر الفرقة بين الموظفين ومحاولة التعرف على مكامن فكر كل منهم, والذين يؤمنون أن الجميع ضدهم, ولهذا يحاولون أن يفصلوا المجموعة عن بعضها ليبقوا على اطلاع على نوايا كل عضو.
الخسارة التي تجعل من يثق بهم الواحد أول المنقلبين على مفاهيمه القيادية وتهيؤاته التي بناها في مخيلته دون أن يكون لها أساس. تلك المفاهيم التي تدفعه للشك في الجميع هي ما يكشف له في النهاية أنه ليس هناك أحد ضده إلا نفسه, وأن سلوكياته التي فقدت الاتجاه هي ما جعله يخسر وليس المخططات التي يتهيأ له أنها تحاك ضده.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي