رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مجامع الثقة

يمر الواحد منا بأحداث ومصاعب في حياته تسمح له بالتعرف على الأوفياء ممن حوله، وتكشف له الآخرين، هذه المواقف لا بد أن تولد لدينا القدرة على التمييز بين هؤلاء وهؤلاء، لكن الإشكالية الأعظم هي في قدرة كثير ممن حولنا على تغيير ألوانهم بناء على المصالح التي – شئنا أم أبينا – أصبحت تسيطر على كثير من القرارات من حولنا،
لعل أوضح الصور هي تلك التي نراها يوميا في مواقع العمل، عندما يبدأ الموظفون الشباب حياتهم، تكون علاقاتهم أكثر رسوخا وسموا، بل إنك لا تكاد تفرق بينهم من فرط الألفة التي تربطهم، تبدأ هذه الحالة في التلاشي بعد مرور سنوات قليلة ويسيطر محلها البرود الذي يعين على انتشاره الكثير مما حولنا من الأحداث وأهمها الارتباط الزوجي للغالبية،
لكن المؤثر الأهم في العلاقة يظل المكان الذي يوجدون فيه، فكلما كان المكان معززا لروح الفريق والتعاون، تتزايد احتمالات البقاء يدا واحدة في وجه العواصف التي تمر بهم، يمكن أن نتوقع الكثير من الإساءات التي تحدثها فكرة التنافس المحموم على الوظائف والمناصب، حيث تسيطر الأنا في كثير من الحالات لتبعد أغلبنا عن الطريق القويم الذي يعترف فيه بقدراته ويتصالح معها.
إن القدرة التوفيقية للعلاقة في مكان العمل، تسمح للجميع بأن يكونوا على مستوى عال من التفاهم والصداقة حتى إن اختلفت مستوياتهم الوظيفية، يبرز هذا الأمر في الشركات التي تتعامل مع التقنية الحديثة، حيث تقل مسؤولية التوجيه فيما بين المجموعة وتبرز قدرات احتواء وتوجيه مجموعة العمل لهدف واحد.
أعود للفكرة الأساس التي أحاول أن أبثها كرسالة للقارئ الذي يعاني مشكلة انعدام التعاون بين مكونات الفريق وكثرة الشكاوى التي قد تعوق العمل. إن تكوين مجامع ثقة بين الموظفين تسمح في أحيان كثيرة بأن يبقى الزملاء ضمن مجموعة عمل متناسقة ومتفاهمة.
الفكرة الأساس هنا هي أن نحاول أن ننهي مفهوم الرئيس والمرؤوس ونعمل على تكوين مجموعات لكل منها روح وفي كل منها مجموعة من الوظائف التي يجيدها متخصص في الفريق، ليتحول الجميع إلى عملية تغذية فكرية للفريق، ويصبح كل واحد من عناصر المجموعة مرجعا في مجال عملي معين يمكن الآخرين من الثقة بحكمه وقدرته على مساعدة الجميع... في الغد أتحدث عن خطورة فقدان الثقة بالمجموعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي