رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المرض المرغوب

في إحدى ليالي عام 2012 تحولت حياة بطل قصتنا (جيسون بادجيت) وانقلبت رأسا على عقب فمن بائع بسيط في محل فوتون للأثاث والتحف الفنية في واشنطن إلى رجل مشهور تطارده القنوات التلفزيونية وكاميرات المصورين وتم تعيينه في أرقى الجامعات، فما الذي حدث تلك الليلة؟!
ولد جيسون بادجيت في عام 1979 لعائلة متوسطة الحال ولم يستطع إكمال تعليمه فترك مقاعد الدراسة باكرا والتحق بالعمل ليساعد أهله وبالفعل عمل بائعا في محل للأثاث والتحف وتزوج واكتفى بإنجاب طفلتين نظرا لظروفه المادية التي كان يعتقد أنه لن يخرج منها نظرا لضعف مؤهلاته، ولكن في تلك الليلة الباردة خرج من الحان ليستقبله لصان طمعا في جاكيته الذي لا يتجاوز سعره 99 دولارا ضرباه ضربا مبرحا وتركاه في الشارع فاقدا للوعي نتيجة ضربه على رأسه وعند وصوله للمستشفى شخصت حالته على أنها ارتجاج في المخ ما سبب له أضرارا جسيمة وأخبرهم الطبيب أنه لن يعود كما كان!
وفعلا لم يعد بادجيت كما كان بل تغير حاله جذريا تحول بين ليلة وضحاها من رجل عادي ومعدم إلى عبقري ففي أقل من أسبوع بعد الحادث ظهرت عليه بوادر المعجزة أصبح يرى الأمور بشكل مختلف لا يوجد أمام عينيه سوى المعادلات الرياضية التي يحولها إلى رسومات هندسية معقدة بيديه يعجز عنها كبار المهندسين حتى هو لا يستطيع أن يعرف معناها، كما تمكن من حل أعتى المسائل الرياضية، فالأثر السيئ الذي توقعه الأطباء لارتجاج المخ تحول إلى نعمة ومعجزة تعرف بالعقل الجميل!
تم تحويله إلى أشهر أطباء الأعصاب في فنلندا وبعد مسح ضوئي لمخه أفاد الطبيب بأنه مصاب بخلل دماغي أصابه بالعبقرية!
أو ما يعرف (بمتلازمة الموهوب) أو (المرض المرغوب) فهو مرض مثل أي مرض لكنه مرغوب من الجميع ويحدث بعد ارتطام الرأس أو تلقيه ضربه، ولكن هل كل ارتطام يحول المصاب إلى عبقري؟ طبعا لا. وجدوا أن 5 في المائة فقط من المصابين بهذه المتلازمة هم ممن تلقوا ضربات على رؤوسهم كما أن بعض الأشخاص يولدون بها مثل أطفال التوحد، يقول العلماء إن أسبابها غير معروفة حتى الآن ولا يقف أثرها عند هذا الحد بل يصبح المصاب قويا جسديا وعصبيا مثل عامل البناء الذي تحول إلى شاعر بعد أن سقطت عليه أدوات البناء وعجوز عاجزة عن الحركة تحولت إلى رسامة مرموقة بعد أن تلقت خبطة على رأسها!
آمل ألا تكثر حالات الارتطام بعد هذا المقال!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي