الأمن الخليجي .. أهم أولويات المنطقة
في كلمته أمام قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اختصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشكلات بعض دول منطقتنا العربية من اختلال في نظامها الأمني واستقرارها السياسي، وما أدت إليه تلك الثورات من كوارث لا تزال تلقي بظلالها على المنطقة بأكملها، والمؤلم أن هناك من استفاد منها واستثمرها بما يضر بمصلحة الشعوب العربية ويكفي أن نلقي نظرة على أحوال المسلمين والعرب في بعض دول الجوار لنعرف حجم تلك الكوارث التي أنجانا الله منها بفضل القيادة الحكيمة لقادة دول المجلس حيث جنبوا شعوبهم ما يمكن أن تؤدي إليه تلك الاضطرابات السياسية والأمنية.
لقد ثمّن خادم الحرمين الشريفين ما قامت به الأجهزة المختصة في مجلس التعاون من عمل جاد خلال العام الماضي وفق الآليات التي أقرها المجلس، التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، ومنها إنشاء هيئة للشؤون الاقتصادية والتنموية لتعزيز العمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية وهي من أهداف إنشاء المجلس وتحقق كثير من الإنجازات التي تنعكس على رفاهية المواطن الخليجي.
إن الظروف بالغة التعقيد التي تمر بها المنطقة تشكل خطرا على جميع دول المنطقة بل العالم وهناك أزمات ترتبت على تلك المستجدات ويتطلب العمل الجماعي مواجهتها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقة الخليج، والنماء والازدهار لدوله وشعوبه، وهذا ما تؤكده كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيث إن تضافر الجهود الخليجية والدولية سيضع حدا لما تمر به المنطقة من أخطار قد تمس الجميع دون استثناء ـــ لا سمح الله.
ولعل ما يجري في اليمن من صراع دليل واضح على أن هناك تدخلا إيرانيا أدى إلى إيجاد صراع طائفي ونمو الإرهاب واستثمار أدواته ما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن ومع ذلك ستستمر جهود دول التحالف لإنهاء الصراع بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية. وإن قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية، وما توصل إليه مؤتمر الحوار الوطني كفيل بإخراج اليمن من أزمته الحالية ليكون تحت مظلة حكومته الشرعية التي ستقرر مستقبل اليمن بعيدا عن التبعية لإيران والدوران في فلكها الطائفي.
ولقد نبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى معاناة الشعب السوري الشقيق وما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك حيث تحولت إلى ساحة صراع بين عدة أطراف تتجاذب شعبا هو الآن ضحية للتدخل الخارجي الإيراني السافر الذي أوجد حالة صراع طائفي ونمو الإرهاب واستثمار تلك المنظمات الإرهابية المسلحة التي تخضع لسيطرته وتوجيهه وهو ما ضاعف معاناة الشعب السوري الشقيق ومزق نسيجه الاجتماعي وعمَّق من أزمته الإنسانية التي لها أكبر الأثر في زيادة حالة الاحتقان الشعبي حتى أصبحت مادة خبرية تستخدم لأغراض سياسية مقصودة للتحفيز على الإرهاب ومزيد من سفك الدماء.
وإن كل مواطن ومواطنة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمقيمين فيه يتمنون لقادة المجلس أن يسدد الله خطاهم في تحقيق أهدافهم الواحدة وغاياتهم النبيلة التي كانت ولا تزال محط رعايتهم واهتمامهم وفي الوقت نفسه هي أمل يحدو الجميع ليصبح خليجنا الأفضل في عالم يزداد توترا يوما بعد يوم.