هل يولد «الاتحاد» اليوم؟

كل الأحداث في العقود الماضية، وكل الأزمات التي طالت المنطقة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، تؤكد بشكل قاطع لا يقبل الشك أن الخليجيين متحدون في الواقع، ومتحدون داخل أنفسهم ولا يترددون في مساندة بعضهم بعضا عند الحاجة، والمواقف تجمعهم دوما، والمخاطر تجعلهم أكثر قربا ومحبة، ولعل موقفهم الشجاع إبان الغزو العراقي لدولة الكويت في صيف 1990 دليل على ذلك، وما زال الكثير يستذكر كلمة الملك فهد بن عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ الشهيرة والتاريخية خلال الأزمة عندما قال "يا تستمر السعودية والكويت يا ننتهي سوا"، وهذا الموقف الشجاع من الملك فهد كان السبب الأول والرئيس ــــ بعد الله سبحانه وتعالى ـــ في عودة الكويت الشقيقة لأهلها وناسها وللحضن الخليجي من جديد.
أمس انطلقت قمة الخليج في البحرين وكل الشعوب الخليجية تأمل أن تكون القمة التي تختتم أعمالها اليوم، قمة إعلان الاتحاد الموجود سلفا في نفوس القادة والشعوب، ولكنهم يتطلعون لأن يكون الاتحاد مكتوبا في "ميثاق" يبعث الاطمئنان في النفوس ويجعل المواقف أكثر صلابة، والتنسيق أسرع وأمتن، وأن يقترن التكامل السياسي بنظيره الاقتصادي.
المنطقة تمر بظروف صعبة واستثنائية، والمخاطر أصبحت أكثر وأقوى من السابق، والقلاقل تعصف بدول الجوار، ومن هنا تأتي آمال الشعوب نحو الاتحاد المنشود الذي دعا له الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ رحمه الله ــــ قبل سنوات، وما زال النقاش حوله بين أخذ ورد ولم يولد ويرى النور بعد.
الشعوب الخليجية تترقب البيان الختامي للقمة الخليجية التي ستختتم أعمالها اليوم، وكلها أمل في أن يتصدر إعلان الاتحاد بنوده، وأن تبدأ دول الخليج مرحلة مهمة في تاريخها وأن ينتقلوا من التعاون للاتحاد، وأن يصبح مجلسنا الخليجي أكثر تعاضدا وأكثر تنظيما لكي تبحر منظومتنا الخليجية وسط تلك المخاطر صوب شاطئ الأمان.
الجميع من قادة وشعوب خليجية يدركون المخاطر التي تحيط بنا، ويدركون أيضا أهمية الاتحاد في ظل تلك الظروف الصعبة، والجميع يدرك التحديات والمخاطر والفتن والقلاقل التي تحيط بنا، وأنه لا مناص ولا نجاة من كل تلك الأمواج المتلاطمة إلا من خلال "اتحاد" قوي ومتين، فهل سيرى النور اليوم؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي