عيد الإمارات
حضرت العيد الوطني للإمارات في عام 2004، وقد كانت ذكرى جميلة احتفظ بها أبنائي بسبب الكم الكبير من الاحتفالات وتوزيع الهدايا والمبالغ المالية على الأطفال في كل مكان. استمتع الجميع بتلك المناسبة بشكل يدل على تنسيق كبير لضمان توزيع السعادة على كل الأعمار.
كانت الطفرة الاقتصادية الإماراتية في بداياتها، وشك كثيرون ممن رأوا سرعة النمو الاقتصادي والصناعي في الإمارات في إمكانية استمرار ذلك الزخم الهائل والعمليات الإبداعية التي كانوا يرونها في كل مكان، لكنها استمرت وبوتيرة أكبر، لم يؤثر فيها سوى الركود الاقتصادي العالمي في عام 2008، لكن الإمارات بقوة وحدتها وتفاعل بعضها مع بعضها، تمكنت من عبور الأزمة في فترة قصيرة أكدت أن النموذج الرائع الذي تمثله هذه التجربة الرائدة قابل للنجاح والتفوق والتميز في مواجهة كل التحديات.
يأتي الاحتفال بالذكرى الـ 45 للدولة ليؤكد أنها تبقى النموذج الأكثر قابلية للحياة والنمو في عالمنا الخليجي، حيث تمارس كل إمارة دورها في تقدم الدولة وحماية مكتسباتها، ويبرز كل جزء بما يملكه من مبادرات وما يقدمه من إمكانات للمجموعة كلها.
هنا تتضح الرؤية التي حققت للشعب بكليته الكم الكبير من الاحترام والاهتمام والتقدير على مستوى العالم. إن ما تتميز به تجربة الإمارات، لهو بحق لازم لمن يريد أن يحقق نجاحات في بناء اتحاد قوي قابل للنمو وقادر على مواجهة الصعوبات.
يستدعي هذا النظر إلى المنظومة ككل من جميع الجوانب، سواء الإنسانية أو الثقافية أو الاقتصادية أو القيادية حيث إنه مهما وجدنا من خلل في جزئية معينة، نكتشف أن هناك ما يدعم تغطية الثغرة في جزئيات أخرى، وأن الاختلاف مهما كان كبيرا في القيم والثقافة والرؤى، لن يكون عائقا لوحدة تضمن أمن وسلامة ونمو المجموع في مواجهة التحديات.
تلكم هي الأساس الذي يمكن دولة ناشئة من الوصول لمستوى تفعيل مبادرات تتجاوز ما تحاول دول أخرى أن تبدأه، فنجد الدولة تتجاوز الاهتمام بالصحة والتعليم لأنها أصبحت مثلا فيهما لتصل إلى الاهتمام بالسعادة، وتكوين منظومة لتفعيل دور الدولة في سعادة المواطن.
نموذج رائع يستحق الإشادة والإفادة، وهو ما تفعله كثير من دول العالم التي توفد مندوبيها للتعرف على التجربة الإماراتية بعد أقل من 50 عاما من الاستقلال.